الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 99 ) باب ذكر الخبر المفسر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يجهر في الأوليين من المغرب ، والأوليين من العشاء ، لا في جميع الركعات كلها ، من المغرب والعشاء إن ثبت الخبر مسندا ، ولا أخال ، وإنما خرجت هذا الخبر في هذا الكتاب إذ لا خلاف بين أهل القبلة في صحة متنه ، وإن لم يثبت الخبر من جهة الإسناد الذي نذكره .

              1592 - أنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، نا زكريا بن يحيى بن أبان ، نا عمرو بن الربيع بن طارق ، نا عكرمة بن إبراهيم ، نا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، حدثني أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بينا أنا بين الركن والمقام " إذ سمعته يقول : أحدا يكلمه " فذكر حديث المعراج بطوله ، وقال : " ثم نودي أن لك بكل صلاة عشرا قال : فهبطت ، فلما زالت الشمس عن كبد السماء نزل جبريل في صف من الملائكة ، فصلى به ، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ، فصفوا خلفه ، فائتم بجبريل ، وائتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم أربعا ، يخافت القراءة ، ثم [ ص: 766 ] تركهم حتى تصوبت الشمس وهي بيضاء نقية ، نزل جبريل فصلى بهم أربعا يخافت فيهن القراءة ، فائتم النبي - صلى الله عليه وسلم - بجبريل ، وائتم أصحاب النبي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم تركهم ، حتى إذا غابت الشمس نزل جبريل فصلى بهم ثلاثا ، يجهر في ركعتين ، ويخافت في واحدة ، ائتم النبي - صلى الله عليه وسلم - بجبريل ، وائتم أصحاب النبي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم تركهم حتى إذا غاب الشفق نزل جبريل فصلى بهم أربع ركعات : يجهر في ركعتين ، ويخافت في اثنين ، وائتم النبي - صلى الله عليه وسلم - بجبريل ، وائتم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنبي عليه السلام ، فباتوا حتى أصبحوا ، نزل جبريل فصلى بهم ركعتين يطيل فيهن القراءة " .

              قال أبو بكر : هذا الخبر رواه البصريون عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، عن مالك بن صعصعة قصة المعراج ، وقالوا في آخره : قال الحسن : فلما زالت الشمس نزل جبريل ، إلى آخره ، فجعل الخبر من هذا الموضع في إمامة جبريل مرسلا ، عن الحسن ، وعكرمة بن إبراهيم ، أدرج هذه القصة في خبر أنس بن مالك ، وهذه القصة غير محفوظة عن أنس ، إلا أن أهل القبلة لم يختلفوا أن كل ما ذكر في هذا الخبر من الجهر والمخافتة من القراءة في الصلاة فكما ذكر في هذا الخبر " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية