الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حثا ]

                                                          حثا : ابن سيده : حثا عليه التراب حثوا هاله ، والياء أعلى . الأزهري : حثوت التراب وحثيت حثوا وحثيا ، وحثا التراب نفسه وغيره يحثو ويحثى ؛ الأخيرة نادرة ، ونظيره جبا يجبى وقلا يقلى . وقد حثى عليه التراب حثيا . واحتثاه وحثى عليه التراب نفسه وحثى التراب في وجهه حثيا : رماه . الجوهري : حثا في وجهه التراب يحثو ويحثي حثوا وحثيا وتحثاء . والحثى : التراب المحثو أو الحاثي ، وتثنيته حثوان وحثيان . وقال ابن سيده في موضع آخر : الحثى التراب المحثي . وفي حديث العباس وموت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ودفنه : ( وإن يكن ما تقول يابن الخطاب حقا فإنه لن يعجز أن يحثو عنه ) أي يرمي عن نفسه التراب تراب القبر ويقوم . وفي الحديث : ( احثوا في وجوه المداحين التراب ) أي ارموا ؛ قال ابن الأثير : يريد به الخيبة وأن لا يعطوا عليه شيئا ، قال : ومنهم من يجريه على ظاهره فيرمي فيها التراب . الأزهري : حثوت عليه التراب وحثيت حثوا وحثيا ؛ وأنشد :


                                                          الحصن أدنى ، لو تآييته من حثيك الترب على الراكب



                                                          الحصن : حصانة المرأة وعفتها . لو تآتيته أي قصدته . ويقال للتراب : الحثى . ومن أمثال العرب : يا ليتني المحثي عليه ؛ قال : هو رجل كان قاعدا إلى امرأة فأقبل وصيل لها ، فلما رأته حثت في وجهه التراب ترئية لجليسها بأن لا يدنو منها فيطلع على أمرهما ؛ يقال ذلك عند تمني منزلة من تخفى له الكرامة وتظهر له الإهانة . والحثي : ما رفعت به يديك . وفي حديث الغسل : ( كان يحثي على رأسه ثلاث حثيات ) أي ثلاث غرف بيديه واحدتها حثية . وفي حديث عائشة وزينب ، رضي الله عنهما : ( فتقاولتا حتى استحثتا ) هو استفعل من الحثي . والمراد أن كل واحدة منهما رمت في وجه صاحبتها التراب . وفي الحديث : ( ثلاث حثيات من حثيات ربي ، تبارك وتعالى ) قال ابن الأثير : هو مبالغة في الكثرة وإلا فلا كف ثم ولا حثي ، جل الله تبارك وتعالى عن ذلك وعز . وأرض حثواء : كثيرة التراب . وحثوت له إذا أعطيته شيئا يسيرا . والحثى ، مقصور : حطام التبن ؛ عن اللحياني والحثى أيضا : دقاق التبن ، وقيل : هو التبن المعتزل عن الحب ، وقيل أيضا : التبن خاصة ؛ قال :


                                                          تسألني عن زوجها أي فتى [ ص: 36 ]     خب جروز ، وإذا جاع بكى
                                                          ويأكل التمر ولا يلقي النوى     كأنه غرارة ملأى حثا



                                                          وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : ( فإذا حصير بين يديه عليه الذهب منثورا نثر الحثى ) هو ، بالفتح والقصر : دقاق التبن ، والواحدة من كل ذلك حثاة . والحثى : قشور التمر ، يكتب بالياء والألف ، وهو جمع حثاة ، وكذلك الثتا ، وهو جمع ثتاة : قشور التمر ورديئه . والحاثياء : تراب جحر اليربوع الذي يحثوه برجله ، وقيل : الحاثياء جحر من جحرة اليربوع ؛ قال ابن بري : والجمع حواث . قال ابن الأعرابي : الحاثياء تراب يخرجه اليربوع من نافقائه ، بني على فاعلاء . والحثاة : أن يؤكل الخبز بلا أدم ؛ عن كراع بالواو والياء لأن لامها تحتملهما معا ؛ كذلك قال ابن سيده .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية