الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حجن ]

                                                          حجن : حجن العود يحجنه حجنا وحجنه : عطفه . والحجن والحجنة والتحجن : اعوجاج الشيء ، وفي التهذيب : اعوجاج الشيء الأحجن ، والمحجن والمحجنة : العصا المعوجة . الجوهري : [ ص: 48 ] المحجن كالصولجان . وفي الحديث : ( أنه كان يستلم الركن بمحجنه ) المحجن : عصا معقفة الرأس كالصولجان ، قال : والميم زائدة ، وكل معطوف معوج كذلك ؛ قال ابن مقبل :


                                                          قد صرح السير عن كتمان وابتذلت وقع المحاجن بالمهرية الذقن



                                                          أراد : وابتذلت المحاجن ، وأنث الوقع لإضافته إلى المحاجن . وفلان لا يركض المحجن أي لا غناء عنده ، وأصل ذلك أن يدخل محجن بين رجلي البعير ، فإن كان البعير بليدا لم يركض ذلك المحجن ، وإن كان ذكيا ركض المحجن ومضى . والاحتجان : الفعل بالمحجن . والصقر أحجن المنقار . وصقر أحجن المخالب : معوجها . ومحجن الطائر : منقاره لاعوجاجه . والتحجين : سمة معوجة اسم كالتنبيت والتمتين . ويقال : حجنت البعير فأنا أحجنه ، وهو بعير محجون إذا وسم بسمة المحجن ، وهو خط في طرفه عقفة مثل محجن العصا . وأذن حجناء : ماثلة أحد الطرفين من قبل الجبهة سفلا ، وقيل : هي التي أقبل أطراف إحداهما على الأخرى قبل الجبهة ، وكل ذلك مع اعوجاج . الأزهري : الحجنة مصدر كالحجن ، وهو الشعر الذي جعودته في أطرافه . قال ابن سيده : وشعر حجن وأحجن متسلسل مسترسل رجل ، في أطرافه شيء من جعودة وتكسر . وقيل : معقف متداخل بعضه في بعض . قال أبو زيد : الأحجن الشعر الرجل . والحجنة : الرجل . والسبط : الذي ليست فيه حجنة قال الأزهري : ومن الأنوف أحجن . وأنف أحجن : مقبل الروثة نحو الفم ، زاد الأزهري : واستأخرت ناشزتاه قبحا . والحجنة : موضع أصابه اعوجاج من العصا . والمحجن : عصا في طرفها عقافة ، والفعل بها الاحتجان . ابن سيده : الحجنة موضع الاعوجاج . وحجنة المغزل ، بالضم : هي المنعقفة في رأسه . وفي الحديث : ( توضع الرحم يوم القيامة لها حجنة كحجنة المغزل ) أي صنارته المعوجة في رأسه التي يعلق بها الخيط يفتل للغزل ، وكل متعقف أحجن . والحجنة : ما اختزنت من شيء واختصصت به نفسك ؛ الأزهري : ومن ذلك يقال للرجل إذا اختص بشيء لنفسه قد احتجنه لنفسه دون أصحابه . والاحتجان : جمع الشيء وضمه إليك ، وهو افتعال من المحجن . وفي الحديث : ( ما أقطعك العقيق لتحتجنه ) أي تتملكه دون الناس . واحتجن الشيء : احتوى عليه . وفي حديث ابن ذي يزن : واحتجناه دون غيرنا . واحتجن عليه : حجر . وحجن عليه حجنا : ضن . وحجن به : كحجي به ، وهو نحو الأول . وحجن بالدار : أقام . وحجنة الثمام وحجنته : خوصته . وأحجن الثمام : خرجت حجنته ، وهي خوصه . وفي حديث أصيل حين قدم من مكة : فسأله رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( تركتها قد أحجن ثمامها وأعذق إذخرها وأمشر سلمها ، فقال : يا أصيل دع القلوب تقر ) أي بدا ورقه ، والثمام نبت معروف . والحجن : قصد ينبت في أعراض عيدان الثمام والضعة . والحجن : القضبان القصار التي فيها العنب ، واحدته حجنة . وإنه لمحجن مال : يصلح المال على يديه . ويحسن رعيته والقيام عليه ؛ قال نافع بن لقيط الأسدي :


                                                          قد عنت الجلعد شيخا أعجفا     محجن مال أينما تصرفا



                                                          واحتجان المال : إصلاحه وجمعه وضم ما انتشر منه . واحتجان مال غيرك : اقتطاعه وسرقته . وصاحب المحجن في الجاهلية : رجل كان معه محجن ، وكان يقعد في جادة الطريق فيأخذ بمحجنه الشيء بعد الشيء من أثاث المارة ، فإن عثر عليه اعتل بأنه تعلق بمحجنه ، وقد ورد في الحديث : كان يسرق الحاج بمحجنه ، فإذا فطن به قال تعلق بمحجني ، والجمع محاجن . وفي حديث القيامة : ( وجعلت المحاجن تمسك رجالا ) . وحجنت الشيء واحتجنته إذا جذبته بالمحجن إلى نفسك ؛ ومنه قول قيس بن عاصم في وصيته : عليكم بالمال واحتجانه ، وهو ضمكه إلى نفسك وإمساكك إياه . وحجنه عن الشيء : صده وصرفه ؛ قال :


                                                          ولا بد للمشعوف من تبع الهوى     إذا لم يزعه من هوى النفس حاجن



                                                          والغزوة الحجون : التي تظهر غيرها ثم تخالف إلى غير ذلك الموضع ويقصد إليها ، ويقال : هي البعيدة قالالأعشى :


                                                          ولا بد من غزوة ، في الربيع     حجون تكل الوقاح الشكورا



                                                          ويقال : سرنا عقبة حجونا أي بعيدة طويلة . والحجون : موضع بمكة ناحية من البيت ؛ قال الأعشى :


                                                          فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا     ولا لك حق الشرب في ماء زمزم



                                                          قال الجوهري : الحجون ، بفتح الحاء ، جبل بمكة وهي مقبرة . وقال عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو يتأسف على البيت ، وقيل هو للحارث الجرهمي :


                                                          كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس     ولم يسمر بمكة سامر
                                                          بلى نحن كنا أهلها فأبادنا     صروف الليالي والجدود العواثر



                                                          وفي الحديث : ( أنه كان على الحجون كئيبا ) . وقال ابن الأثير : الحجون الجبل المشرف مما يلي شعب الجزارين بمكة ، وقيل : هو موضع بمكة فيه اعوجاج ، قال : والمشهور الأول ، وهو بفتح الحاء . والحوجن ، بالنون : الورد الأحمر ؛ عن كراع . وقد سموا حجنا وحجينا وحجناء وأحجن ، وهو أبو بطن منهم ، ومحجنا وهو محجن بن عطارد العنبري شاعر معروف ؛ وذكر ابن بري في هذه الترجمة ما صورته : والحجن المرأة القليلة الطعم ؛ قال الشماخ :


                                                          وقد عرقت مغابنها ، وجادت     بدرتها قرى حجن قتين



                                                          قال : والقتين مثل الحجن أيضا ، أراد بالحجن قرادا ، وجعل عرق هذه الناقة قوتا له ، وهذا البيت بعينه ذكره الأزهري وابن سيده في ترجمة [ ص: 49 ] جحن ، بالجيم قبل الحاء ، فإما أن يكون الشيخ ابن بري وجد له وجها فنقله أو وهم فيه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية