الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 147 ) باب الرخصة في ترك العميان الجماعة في الأمطار ، والسيول .

              1653 - أنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، نا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة ، حدثهم ، عن عقيل ، أخبرني محمد بن مسلم أن محمود بن الربيع الأنصاري ، أخبره أن عتبان بن مالك - وهو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وممن شهد بدرا من الأنصار - أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني قد أنكرت بصري ، وإني أصلي بقومي ، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ، فلم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم ، فوددت يا رسول الله أنك تأتي فتصلي في بيتي أتخذه مصلى فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سأفعل إن شاء الله " قال عتبان بن مالك : فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذنت له ، فلم يجلس حتى دخل البيت ، ثم قال : " أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ " قال : فأشرت له إلى ناحية البيت ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبر ، فقمنا فصففنا ، فصلى ركعتين ثم سلم ، فأجلسناه على خزير صنعناه له قال : فثاب رجال من أهل الدار حولنا حتى اجتمع في البيت رجال ذوو عدد ، فقال : " أين مالك بن الدخيشن ؟ " فقال بعضهم : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله قال : فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقل له ذلك ، ألا تراه قد قال : لا إله إلا الله ، يريد بذلك وجه الله ؟ " قال : الله ورسوله أعلم ، إنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فإن الله حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " .

              [ ص: 799 ] قال محمد - يعني الزهري - : فسألت الحصين بن محمد الأنصاري - وهو أحد بني سالم من سراتهم - عن حديث محمود بن الربيع فصدقه .

              1654 - وفي خبر معمر ، عن الزهري : إني قد أنكرت بصري . وهذه اللفظة قد تقع على من في بصره سوء وإن كان يبصر بصر سوء ، وقد يجوز أن يكون قد صار أعمى لا يبصر ، لست أشك إلا أنه قد صار بعد ذلك أعمى لم يكن يبصر ، فأما وقت سؤاله النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنما سأل إلى أن أيقنت في لفظ هذا الخبر . حدثنا بخبر معمر : محمد بن يحيى ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، حدثني محمود بن الربيع ، عن عتبان بن مالك قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : إني قد أنكرت بصري ، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي ، ولوددت أنك جئت وصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أفعل إن شاء الله " ، وذكر الحديث بتمامه " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية