الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حدا ]

                                                          حدا : حدا الإبل وحدا بها يحدو حدوا وحداء ، ممدود : زجرها خلفها وساقها . وتحادت هي : حدا بعضها بعضا ؛ قال ساعدة بن جؤية :


                                                          أرقت له حتى إذا ما عروضه تحادت وهاجتها بروق تطيرها



                                                          ورجل حاد وحداء ؛ قال :

                                                          وكان حداء قراقريا

                                                          الجوهري : الحدو سوق الإبل والغناء لها . ويقال للشمال حدواء لأنها تحدو السحاب أي تسوقه ؛ قال العجاج :


                                                          حدواء جاءت من جبال الطور     تزجي أراعيل الجهام الخور



                                                          وبينهم أحدية وأحدوة أي نوع من الحداء يحدون به ؛ عن اللحياني : وحدا الشيء يحدوه حدوا واحتداه : تبعه ؛ الأخيرة عن أبي حنيفة ؛ [ ص: 63 ] وأنشد :


                                                          حتى احتداه سنن الدبور



                                                          وحدي بالمكان حدا : لزمه فلم يبرحه . أبو عمرو : الحادي المتعمد للشيء . يقال : حداه وتحداه وتحراه بمعنى واحد ، قال : ومنه قول مجاهد : كنت أتحدى القراء فأقرأ أي أتعمدهم . وهو حديا الناس أي يتحداهم ويتعمدهم . الجوهري : تحديت فلانا إذا باريته في فعل ونازعته الغلبة . ابن سيده : وتحدى الرجل تعمده ، وتحداه : باراه ونازعه الغلبة ، وهي الحديا . وأنا حدياك في هذا الأمر أي ابرز لي فيه ؛ قال عمرو بن كلثوم :


                                                          حديا الناس كلهم جميعا     مقارعة بنيهم عن بنينا



                                                          وفي التهذيب تقول : أنا حدياك بهذا الأمر أي ابرز لي وحدك وجارني ؛ وأنشد :


                                                          حديا الناس كلهمو جميعا     لنغلب في الخطوب الأولينا



                                                          وحديا الناس : واحدهم ؛ عن كراع . الأزهري : يقال لا يقوم بهذا الأمر إلا ابن إحداهما ، وربما قيل للحمار إذا قدم آتنه حاد . وحدا العير أتنه أي تبعها ؛ قال ذو الرمة :


                                                          كأنه حين يرمي خلفهن به     حادي ثلاث من الحقب السماحيج



                                                          التهذيب : يقال للعير حادي ثلاث وحادي ثمان إذا قدم أمامه عدة من أتنه . وحدا الريش السهم : تبعه . والحوادي : الأرجل لأنها تتلو الأيدي ؛ قال :


                                                          طوال الأيادي والحوادي ، كأنها     سماحيج قب طار عنها نسالها



                                                          ولا أفعله ما حدا الليل النهار أي ما تبعه . التهذيب : الهوادي أول كل شيء ، والحوادي أواخر كل شيء . وروى الأصمعي قال : يقال لك هديا هذا وحديا هذا وشرواه وشكله كله واحد . الجوهري : قولهم حادي عشر مقلوب من واحد لأن تقدير واحد فاعل فأخروا الفاء ، وهي الواو ، فقلبت ياء لانكسار ما قبلها ، وقدم العين فصار تقديره : عالف . وفي حديث ابن عباس : ( لا بأس بقتل الحدو والأفعو ) هي لغة في الوقف على ما آخره ألف ، تقلب الألف واوا ، ومنهم من يقلبها ياء ، يخفف ويشدد . والحدو : هو الحدأ ، جمع حدأة وهي الطائر المعروف ، فلما سكن الهمز للوقف صارت ألفا فقلبها واوا ؛ ومنه حديث لقمان : ( إن أر مطمعي فحدو تلمع ) أي تختطف الشيء في انقضاضها ، وقد أجرى الوصل مجرى الوقف فقلب وشدد ، وقيل : أهل مكة يسمون الحدأ حدوا بالتشديد . وفي حديث الدعاء : ( تحدوني عليها خلة واحدة ) أي تبعثني وتسوقني عليها خصلة واحدة ، وهو من حدو الإبل فإنه من أكبر الأشياء على سوقها وبعثها . وبنو حاد : قبيلة من العرب . وحدواء : موضع بنجد . وحدودى : موضع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية