الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حذل ]

                                                          حذل : الحذل ، مثقل ، في العين : حمرة وانسلاق وسيلان دمع ، وانسلاقها : حمرة تعتريها . حذلت عينه حذلا ؛ فهي حذلاء ، وأحذلها البكاء أو الحر ; قال العجير السلولي :


                                                          ولم يحذل العين مثل الفراق ولم يرم قلب بمثل الهوى

                                                          وعين حاذلة : لا تبكي ألبتة ؛ فإذا عشقت بكت ; قال رؤبة ونسبه ابن بري للعجاج :


                                                          والشوق شاج للعيون الحذل

                                                          وقيل : وصفها بما تئول إليه بعد البكاء ؛ فهي على هذا مما تقدم ; الأزهري : وصفها كأن تلك الحمرة اعترتها من شدة النظر إلى ما أعجبت به . والحذل باللام : طول البكاء وأن لا تجف عين الإنسان . والحذال والحذال : شيء شبه الدم يخرج من السمرة ; قال الشاعر :


                                                          إذا دعيت لما في البيت قالت     تجن من الحذال ، وما جنيت

                                                          أي قالت اذهب إلى هذا الشجر فاقلع الحذال فكله ، ولم تقره . والحذالة : صمغة حمراء فيها . الأزهري : الحذل ، بفتح الحاء ، صمغ الطلح إذا خرج فأكل العود فانحت واختلط بالصمغ ، وإذا كان كذلك لم يؤكل ولم ينتفع به . والحذال : حيض السمر ، وقال : تسميه الدودم ; وأنشد :


                                                          كأن نبيذك هذا الحذال

                                                          والحذل : ضرب من حب الشجر يختبز ويؤكل في الجدب ; قال الراجز : [ ص: 67 ]

                                                          إن بواء زادكم لما أكل     أن تحذلوا ، فتكثروا من الحذل

                                                          ويقال : الحذال شيء يخرج من أصول السلم ينقع في اللبن فيؤكل . قال أبو عبيد : الدودم الذي يخرج من السمر . هو الحذال . قال ابن بري : قال علي بن حمزة الحذال يشبه الدودم وليس إياه ، وهو جنى يأكله من يعرفه ، ومن لا يعرفه يظنه دودما . والحذل والحذال والحذالة : مستدار ذيل القميص . الجوهري : الحذل حاشية الإزار والقميص . وفي الحديث : ( من دخل حائطا فليأكل منه غير آخذ في حذله شيئا ) الحذل ، بالفتح والضم : حجزة الإزار والقميص وطرفه . وفي حديث عمر : هلمي حذلك أي ذيلك فصب فيه المال . والحذل والحذل ، بكسر الحاء وضمها وسكون الذال فيهما : حجزة السراويل ; عن ابن الأعرابي ، وهي الحذل ، بضم الحاء وفتح الذال ; عن ثعلب . الأزهري : الحذل الحجزة ، قال ثعلب : يقال حجزته وحذلته وحزته وحبكته واحد . والحذل : الأصل عن كراع . وحذيلاء : موضع . الجوهري : حذلت عينه ، بالكسر ، تحذل حذلا أي سقط هدبها من بثرة تكون في أشفارها ; ومنه قول معقر بن حمار البارقي :


                                                          فأخلفنا مودتها فقاظت     ومأقي عينها حذل نطوف



                                                          أي أقامت في القيظ تبكي عليهم ; رأيت حاشية بخط بعض الأفاضل قال : نقلت من شعر دريد بن الصمة بخط جعفر بن محمد بن مكي ، قال : كان عمرو بن ناعصة السلمي جارا لدريد ، فقتل عمرو بن ناعصة رجلا من بني غاضرة بن صعصعة يقال له قيس بن رواحة ؛ فخرج ابن قيس يطلب بدمه فلقي عمرو بن ناعصة فقتله ؛ فقالت امرأة ابن ناعصة :


                                                          أبكي بعين حذلت مضاعه

                                                          ،


                                                          تبكي على جار بني جداعه

                                                          ،


                                                          أين دريد ، وهو ذو براعه ؟     حتى تروه كاشفا قناعه
                                                          تغدو به سلهبة سراعه



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية