الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2044 ) مسألة : قال : ( ومن نوى الإفطار فقد أفطر ) هذا الظاهر من المذهب . وهو قول الشافعي ، وأبي ثور ، وأصحاب الرأي ، إلا أن أصحاب الرأي قالوا : إن عاد فنوى قبل أن ينتصف النهار أجزأه . بناء على أصلهم أن الصوم يجزئ بنية من النهار .

                                                                                                                                            وحكي عن ابن حامد أن الصوم لا يفسد بذلك ; لأنها عبادة يلزم المضي في فاسدها ، فلم تفسد بنية الخروج منها ، كالحج . ولنا أنها عبادة من شرطها النية ، ففسدت بنية الخروج منها ، كالصلاة ، ولأن الأصل اعتبار النية في جميع أجزاء العبادة ، ولكن لما شق اعتبار حقيقتها اعتبر بقاء حكمها ، وهو أن لا ينوي قطعها فإذا نواه زالت حقيقة وحكما ، ففسد الصوم لزوال شرطه . وما ذكره ابن حامد لا يطرد في غير رمضان ، ولا يصح القياس على الحج ، فإنه يصح بالنية المطلقة والمبهمة ، وبالنية عن غيره إذا لم يكن حج عن نفسه ، فافترقا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية