الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء


              الإمام أحمد بن حنبل قال الشيخ رحمه الله : ومنهم الإمام المبجل ، والهمام المفضل أبو عبد الله أحمد بن حنبل . لزم الاقتداء ، وظفر بالاهتداء ، علم الزهاد ، وقلم النقاد ، امتحن فكان في المحنة صبورا ، واجتبي فكان للنعمة شكورا ، كان للعلم والحلم واعيا ، وللهم والفكر راعيا . وقيل : إن التصوف التجلي بالآثار ، والتحلي بالأكدار .

              ذكر نسبه ومولده ووفاته رضي الله تعالى عنه .

              [ ص: 162 ] حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن حمل بن النبت بن قيذار بن إسماعيل بن الخليل عليه السلام .

              حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يونس والحسن بن محمد بن علي ، وعلي بن أحمد بن يزداد قالوا : ثنا محمد بن إسماعيل بن أحمد المديني ، ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن حنبل قال : وجدت في بعض كتب أبي رحمه الله نسبه : أحمد بن محمد بن حنبل . . . فذكر مثله ، إلا أنه قال : ابن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة .

              أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : قال أبي : ولدت سنة أربع وستين ومائة ، في شهر ربيع الأول ، وأول سماعي من هشيم سنة تسع وسبعين . وكان ابن المبارك قدم في تلك السنة - وهي آخر قدمة قدمها - وذهبت إلى مجلسه فقالوا : خرج إلى طرسوس ، فتوفي سنة إحدى وثمانين .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت والدي يقول : ولدت سنة أربع وستين ومائة في أولها في شهر ربيع الآخر . قال عبد الله : وتوفي أبي رحمه الله يوم الجمعة ضحوة ، ودفناه بعد العصر ، وصلى عليه محمد بن عبد الله بن طاهر غلبنا على الصلاة عليه ، وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون داخل الدار لثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وكانت له ثمان وسبعون سنة .

              قال عبد الله : وخضب أبي رأسه ولحيته بالحناء ، وهو ابن ثلاث وستين سنة .

              قال عبد الله قال أبي : طلبت الحديث وأنا ابن ست عشرة سنة ، وأول سماعي من هشيم سنة تسع وسبعين ومائة .

              [ ص: 163 ] حدثنا محمد بن جعفر ، وعلي بن أحمد ، قالا : ثنا محمد بن إسماعيل بن أحمد ، ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : ولدت سنة أربع وستين ومائة في أولها في ربيع الأول ، وجيء به حملا من مرو ، وتوفي أبوه محمد بن حنبل وله ثلاثون سنة فوليته أمه . قال أبي : وكان قد بعث أدما لي فكانت أمي رحمها الله تصبر فيها حبة لؤلؤ فلما ترعرعت ، فكانت عندها ، فدفعتها إلي فبعتها بنحو من ثلاثين درهما .

              قال أبو الفضل : وتوفي أبي رحمه الله ليلة الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ومائتين فكانت سنه من يوم ولد إلى أن توفي سبعا وسبعين سنة .

              قال أبو الفضل قال أبي : طلبت الحديث وأنا ابن ست عشرة سنة ، ومات هشيم وأنا ابن عشرين سنة ، وأول سماعي من هشيم سنة تسع وسبعين ، وكان ابن المبارك قدم في هذه السنة وهي آخر قدمة قدمها فذهبت إلى مجلسه ، فقالوا : قد خرج إلى طرسوس ، وتوفي سنة إحدى وثمانين .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق المعدل ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : سمعت زياد بن أيوب يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أتيت مجلس ابن المبارك ، وقد قدم علينا سنة سبع وسبعين .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية