الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2081 ) مسألة : قال : ( وإذا عجز عن الصوم لكبر أفطر ، وأطعم لكل يوم مسكينا ) وجملة ذلك أن الشيخ الكبير ، والعجوز ، إذا كان يجهدهما الصوم ، ويشق عليهما مشقة شديدة ، فلهما أن يفطرا ويطعما لكل يوم مسكينا . وهذا قول علي ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وأنس ، وسعيد بن جبير ، وطاوس ، وأبي حنيفة ، والثوري ، والأوزاعي .

                                                                                                                                            وقال مالك : لا يجب عليه شيء ; لأنه ترك الصوم لعجزه ، فلم تجب فدية ، كما لو تركه لمرض اتصل به الموت . وللشافعي قولان كالمذهبين . ولنا الآية ، وقول ابن عباس في تفسيرها : نزلت رخصة للشيخ الكبير . ولأن الأداء صوم واجب ، فجاز أن يسقط إلى الكفارة كالقضاء .

                                                                                                                                            وأما المريض إذا مات ، فلا يجب الإطعام ; لأن ذلك يؤدي إلى أن يجب على الميت ابتداء ، بخلاف ما إذا أمكنه الصوم ، فلم يفعل حتى مات ، لأن وجوب الإطعام يستند إلى حال الحياة ، والشيخ الهرم له ذمة صحيحة ، فإن كان عاجزا عن الإطعام أيضا فلا شيء عليه ، و { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية