الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 150 ] سورة الأنعام

مكية كلها: إلا ثلاث آيات نزلت بالمدينة

من قوله: قل تعالوا إلى قوله: تتقون

2- ثم قضى أجلا بالموت.

وأجل مسمى عنده للدنيا إذا فنيت.

6- و (القرن يقال: هو ثمانون سنة. قال أبو عبيدة يروون أن أقل ما بين القرنين ثلاثون سنة.

مدرارا بالمطر. أي غزيرا. من در يدر.

* * *

7- ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس أي صحيفة. وكذلك قوله: تجعلونه قراطيس أي صحفا. قال المرار:


عفت المنازل غير مثلا لأنقس ... بعد الزمان عرفته بالقرطس

    فوقفت تعترف الصحيفة بعدما
... عمس الكتاب وقد يرى لم يعمس



والأنقس: جمع نقس مثل قدح وأقدح وأقداح. أراد: غير مثل النقس [ ص: 151 ] عرفته بالقرطاس. ثم قال: "فوقفت تعترف الصحيفة" فأعلمك أن القرطاس هو الصحيفة. ومنه يقال للرامي إذا أصاب: قرطس. إنما يراد أصاب الصحيفة.

8- ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون يريد: لو أنزلنا ملكا فكذبوه أهلكناهم.

9- ولو جعلناه ملكا أي: لو جعلنا الرسول إليهم ملكا.

لجعلناه رجلا أي في صورة رجل. لأنه لا يصلح أن يخاطبهم بالرسالة ويرشدهم إلا من يرونه.

وللبسنا عليهم ما يلبسون أي: أضللناهم بما ضلوا به قبل أن يبعث الملك.

12- كتب على نفسه الرحمة أي: أوجبها على نفسه لخلقه.

ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم هذا مردود إلى قوله: قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون

14- فاطر السماوات والأرض أي: مبتدئهما. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة" أي على ابتداء الخلقة. يعني الإقرار بالله حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم. [ ص: 152 ]

22- أين شركاؤكم أي أين آلهتكم التي جعلتموها لي شركاء. فنسبها إليهم لما ادعوا لها من شركته جل وعز.

23- ثم لم تكن فتنتهم أي مقالتهم. ويقال حجتهم. وقد ذكرت هذا في كتاب "تأويل المشكل" في باب الفتنة. وبينت كيف هو.

24- وضل عنهم ما كانوا يفترون أي ذهب عنهم ما كانوا يدعون ويختلقون.

25- ( الوقر ) الصمم. والوقر: الحمل على الظهر. .

26- وهم ينهون عنه أي عن محمد .

وينأون أي يبعدون.

* * *

31- يحملون أوزارهم على ظهورهم أي آثامهم. وأصل الوزر: الحمل على الظهر. قال الله سبحانه: ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك أي أثقله حتى سمع نقيضه. [ ص: 153 ]

33- فإنهم لا يكذبونك أي لا ينسبونك إلى الكذب. ومن قرأ "لا يكذبونك" أراد: لا يلفونك كاذبا .

ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون والجحود [الإنكار] على ما بيناه .

35- ( النفق ) في الأرض: المدخل. وهو السرب. و (السلم في السماء : المصعد.

* * *

36- إنما يستجيب الذين يسمعون أي يجيبك من يسمع. فأما الموتى فالله يبعثهم. شبههم بالموتى.

38- ما فرطنا في الكتاب من شيء أي ما تركنا شيئا ولا أغفلناه ولا ضيعناه.

42- بالبأساء الفقر. وهو البؤس.

والضراء البلاء.

43- فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا أي فهلا إذ جاءهم بأسنا.

44- أخذناهم بغتة فجأة وجهرة معاينة.

فإذا هم مبلسون يائسون ملقون بأيديهم . [ ص: 154 ]

45- فقطع دابر القوم أي آخرهم. كما يقال: اجتث أصلهم.

46- يصدفون يعرضون. يقال: صدف عني وصد أي: أعرض .

53- وكذلك فتنا بعضهم ببعض أي: ابتلينا بعضا ببعض.

55- نفصل الآيات أي: نأتي بها متفرقة شيئا بعد شيء، ولا ننزلها جملة .

58- قل لو أن عندي ما تستعجلون به من عقوبة الله.

لقضي الأمر بيني وبينكم أي: لعجلته لكم فانقضى ما بيننا.

60- جرحتم بالنهار أي كسبتم.

ثم يبعثكم فيه أي: يبعثكم في النهار من نومكم.

ليقضى أجل مسمى الموت.

65- عذابا من فوقكم الحجارة والطوفان.

أو من تحت أرجلكم الخسف.

أو يلبسكم شيعا من الالتباس عليكم حتى تكونوا شيعا أي فرقا مختلفين.

ويذيق بعضكم بأس بعض بالقتال والحرب.

* * *

67- لكل نبإ أي: خبر.

مستقر أي: غاية. [ ص: 155 ]

68- يخوضون في آياتنا بالاستهزاء.

70- أن تبسل نفس أي: تسلم للهلكة. قال الشاعر:


وإبسالي بني بغير جرم ...     بعوناه ولا بدم مراق



أي بغير جرم أجرمناه. والبعو: الجناية.

لهم شراب من حميم وهو الماء الحار. ومنه سمي الحمام.

71- كالذي استهوته الشياطين في الأرض أي: هوت به وذهبت .

حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا يقولون له: ائتنا . نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر . وأصحابه: أبوه وأمه. [ ص: 156 ] * * *

74- وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قد ذكرته في كتاب "تأويل المشكل"

75- ملكوت السماوات والأرض ملكهما. زيدت فيه الواو والتاء وبنى بناء جبروت ورهبوت .

76- جن عليه الليل أظلم. يقال جن جنانا وجنونا وأجنه الليل إجنانا.

77- بازغا طالعا. يقال: بزغت الشمس تبزغ.

78- أفلت غابت.

82- الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أي: لم يخلطوه بشرك . ومنه قول لقمان: إن الشرك لظلم عظيم .

91- وما قدروا الله حق قدره أي: ما وصفوه حق صفته ولا عرفوه حق معرفته. يقال: قدرت الشيء وقدرته. وقدرت فيك كذا وكذا، وقدرته.

92- أم القرى مكة لأنها أقدمها.

93- عذاب الهون أي الهوان . [ ص: 157 ]

94- فرادى جمع فرد. وكأنه جمع فردان. كما قيل: كسلان وكسالى وسكران وسكارى.

وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم أي: ملكناكم.

الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء أي زعمتم أنهم لي في خلقكم شركاء.

لقد تقطع بينكم أي تقطعت الوصل التي كانت بينكم في الدنيا من القرابة والحلف والمودة.

96- و ( الحسبان ) الحساب. يقال: خذ كل شيء بحسبانه [أي بحسابه] .

98- فمستقر في الصلب.

ومستودع في الرحم.

99- (القنوان عذوق النخل. واحدها قنو. جمع على لفظ تثنيته غير أن الحركات تلزم نونه في الجمع وهي في الاثنين مكسورة، مثل: صنو وصنوان في التثنية. وصنوان في الجمع .

انظروا إلى ثمره إذا أثمر وهو غض.

وينعه أي إدراكه ونضجه. يقال: ينعت الثمرة وأينعت: إذا أدركت. وهو الينع والينع والينوع.

التالي السابق


الخدمات العلمية