الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حسف ]

                                                          حسف : الحساف : بقية كل شيء أكل فلم يبق منه إلا قليل . وحسافة التمر : بقية قشوره وأقماعه وكسره ; هذه عن اللحياني . قال الليث : الحسافة حسافة التمر وهي قشوره ورديئه . وحساف المائدة : ما ينتثر فيؤكل فيرجى فيه الثواب . وحساف الصليان ونحوه : يبيسه ، والجمع أحساف . والحسافة : ما سقط من التمر ، وقيل : الحسافة في التمر خاصة ما سقط من أقماعه وقشوره وكسره . الجوهري : الحسافة ما تناثر من التمر الفاسد . وحسف التمر يحسفه حسفا وحسفه : نقاه من الحسافة . ابن الأعرابي : الحسوف استقصاء الشيء وتنقيته . وفي الحديث : أن أسلم كان يأتي عمر بالصاع من التمر ; فيقول : يا أسلم حت عنه قشره ، قال : فأحسفه ثم يأكله ; الحسف كالحت وهو إزالة القشر . ومنه حديث سعد بن أبي وقاص قال عن مصعب بن عمير : لقد رأيت جلده يتحسف تحسف جلد الحية ; أي يتقشر . وهو من حسافتهم أي من خشارتهم . وحسافة الناس : رذالهم . وانحسف الشيء في يدي : انفت . وحسف القرحة : قشرها . وتحسف الجلد : تقشر ; عن ابن الأعرابي . وتحسفت أوبار الإبل وتوسفت إذا تمعطت وتطايرت . والحسيفة : الضغينة ; قال الأعشى :


                                                          فمات ولم تذهب حسيفة صدره يخبر عنه ذاك أهل المقابر



                                                          وفي صدره علي حسيفة وحسافة أي غيظ وعداوة . أبو عبيد : في قلبه عليه كتيفة وحسيفة وحسيكة وسخيمة بمعنى واحد . ورجع فلان بحسيفة نفسه إذا رجع ولم يقض حاجة نفسه ; وأنشد :


                                                          إذا سئلوا المعروف لم يبخلوا به     ولم يرجعوا طلابه بالحسائف



                                                          قال الفراء : حسف فلان أي رذل وأسقط . وحكى الأزهري عن بعض الأعراب قال : يقال لجرس الحيات حسف وحسيف وحفيف ; وأنشد :


                                                          أباتوني بشر مبيت ضيف     به حسف الأفاعي والبروص



                                                          شمر : الحسافة الماء القليل ; قال : وأنشدني ابن الأعرابي لكثير :


                                                          إذا النبل في نحر الكميت ، كأنها     شوارع دبر في حسافة مدهن



                                                          شمر : وهو الحشافة ، بالشين أيضا ، المدهن : صخرة يستنقع فيها الماء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية