الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حسل ]

                                                          حسل : الحسل : ولد الضب ، وقيل : ولد الضب حين يخرج من بيضته ، فإذا كبر فهو غيداق ، والجمع أحسال وحسلان ، الكسرة في حسل غير الكسرة في حسلان ، تلك وضعية وهذه مجتلبة للجمع ، وحسلة وحسول ، هذه في الأزهري . والضب يكنى أبا حسل وأبا الحسل وأبا الحسيل . وقال أبو الدقيش : تقول العرب للضب إنه لقاضي الدواب والطير ، قال الأزهري : ومما يحقق قوله ما رويناه عن عامر الشعبي قال : سمعت النعمان بن بشير على المنبر يقول : يا أيها الناس ، إني ما وجدت لي ولكم مثلا إلا الضبع والثعلب أتيا الضب في جحره فقالا : أبا الحسل ! قال : أجئتما ؟ قالا : جئناك نحتكم ، قال : في بيته يؤتى الحكم ، في حديث فيه طول ، وقولهم في المثل : لا آتيك سن الحسل أي أبدا لأن سنها لا تسقط أبدا حتى تموت ; وأنشد ابن بري :


                                                          ثمت لا أرسلها سن الحسل



                                                          والحسالة : الرذل من كل شيء ; وقال بعض العبسيين :


                                                          قتلت سراتكم ، وحسلت منكم     حسيلا مثل ما حسل الوبار



                                                          قال ابن الأعرابي : حسلت أبقيت منكم بقية رذالا . والحسالة : مثل الحثالة . والمحسول مثل المخسول : وهو المرذول . وقد حسله وخسله أي رذله . وحسل به أي أخس حظه . وفلان يحسل بنفسه أي يقصر ويركب الدناءة ، وهو من حسيلتهم ; عن ابن الأعرابي أي من خشارتهم . والحسيل : الرذال من كل شيء . والحسالة : كالحسيلة . قال ابن سيده : وأرى اللحياني قال الحسالة من الفضة كالسحالة ، وهو ما سقط منها ، ولست منها على ثقة . وقال أبو حنيفة : الحسالة ما تكسر من قشر الشعير وغيره . والمحسول : الخسيس ، والخاء أعلى . والحسل : السوق الشديد . يقال : حسلها حسلا إذا ضبطها سوقا . والحسيلة : حشف النخل الذي لم يحل بسره ييبسونه حتى ييبس ؛ فإذا ضرب انفت عن نواه وودنوه باللبن [ ص: 122 ] ومردوا له تمرا حتى يحليه فيأكلونه لقيما ، يقال : بلوا لنا من تلك الحسيلة ، وربما ودن بالماء . والحسيل : ولد البقرة الأهلية ، وعم به بعضهم فقال هو ولد البقرة ، والأنثى بالهاء ، وجمعها حسيل على لفظ الواحد المذكر ، وقيل : الحسيل البقر الأهلي لا واحد له من لفظه ; ومنه قول الشنفرى الأزدي يصف السيوف :


                                                          وهن كأذناب الحسيل صوادر     وقد نهلت من الدماء وعلت



                                                          قال ابن بري : قال الجوهري والحسيل ولد البقرة لا واحد له من لفظه ، قال : صوابه والحسيل أولاد البقر ، وقال : قال الأصمعي واحدها حسيلة فقد ثبت أن له واحدا من لفظه ، وشبه السيوف بأذناب الحسيل إذا رأت أمهاتها فحركتها ; وقيل لولد البقرة حسيل وحسيلة لأن أمه تزجيه معها . ابن الأعرابي : يقال للبقرة الحسيلة والخائرة والعجوز والنعتة ; وأنشد غيره :


                                                          علي الحشيش وري لها     ويوم العوار لحسل بن ضب



                                                          يقول المستأثر مرزئة على الذي يفعله . قال أبو حاتم : يقال لولد البقرة إذا قرم أي أكل من نبات الأرض حسيل قال : والحسيل إذا هلكت أمه أو ذأرته أي نفرت منه فأوجر لبنا أو دقيقا فهو محسول ; أنشد :


                                                          لا تفخرن بلحية     كثرت منابتها ، طويله
                                                          تهوى تفرقها الريا     ح ، كأنها ذنب الحسيله



                                                          [ حسم ] حسم : الحسم : القطع ، حسمه يحسمه حسما فانحسم : قطعه . وحسم العرق : قطعه ثم كواه لئلا يسيل دمه ، وهو الحسم . وحسم الداء : قطعه بالدواء . وفي الحديث : عليكم بالصوم فإنه محسمة للعرق ومذهبة للأشر ; أي مقطعة للنكاح ; وقال الأزهري : أي مجفرة مقطعة للباه . والحسام : السيف القاطع . وسيف حسام : قاطع ، وكذلك مدية حسام كما قالوا مدية هذام وجراز ; حكاه سيبويه ; وقول أبي خراش الهذلي :


                                                          ولولا نحن أرهقه صهيب     حسام الحد مذروبا خشيبا



                                                          يعني سيفا حديد الحد ، ويروى : حسام السيف أي طرفه . وخشيبا أي مصقولا . وحسام السيف : طرفه الذي يضرب به ، سمي بذلك لأنه يحسم الدم أي يسبقه فكأنه يكويه . والحسم : المنع . وحسمه الشيء يحسمه حسما : منعه إياه . والمحسوم : الذي حسم رضاعه وغذاؤه أي قطع . ويقال للصبي السيء الغذاء : محسوم . وتقول : حسمته الرضاع أمه تحسمه حسما ، ويقال : أنا أحسم على فلان الأمر أي أقطعه عليه لا يظفر منه بشيء . وفي الحديث : أنه أتي بسارق فقال اقطعوه ثم احسموه ; أي اقطعوا يده ثم اكووها لينقطع الدم . والمحسوم : السيء الغذاء ومن أمثالهم : ولغ جري كان محسوما ; يقال عند استكثار الحريص من الشيء ، لم يكن يقدر عليه فقدر عليه ، أو عند أمره بالاستكثار حين قدر . والحسوم : الشؤم . وأيام حسوم ، وصفت بالمصدر : تقطع الخير أو تمنعه ، وقد تضاف ، والصفة أعلى . وفي التنزيل : سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما وقيل : الأيام الحسوم الدائمة في الشر خاصة ، وعلى هذا فسر بعضهم هذه الآية التي تلوناها ، وقيل : هي المتوالية ; قال ابن سيده : وأراه المتوالية في الشر خاصة ; قال الفراء : الحسوم التباع ، إذا تتابع الشيء فلم ينقطع أوله عن آخره قيل له حسوم . وقال ابن عرفة في قوله : وثمانية أيام حسوما أي متتابعة ; قال أبو منصور : أراد متتابعة لم يقطع أوله عن آخره كما يتابع الكي على المقطوع ليحسم دمه أي يقطعه ، ثم قيل لكل شيء توبع : حاسم ، وجمعه حسوم مثل شاهد وشهود . ويقال : اقطعوه ثم احسموه ; أي اقطعوا عنه الدم بالكي ، والحسم : كي العرق بالنار . وفي حديث سعد : أنه كواه في أكحله ثم حسمه ; أي قطع الدم عنه بالكي . الجوهري : يقال الليالي الحسوم لأنها تحسم الخير عن أهلها ، قيل : إنما أخذ من حسم الداء إذا كوي صاحبه لأنه يحمى يكوى بالمكواة ثم يتابع ذلك عليه ; وقال الزجاج : الذي توجبه اللغة في معنى قوله حسوما ; أي تحسمهم حسوما أي تذهبهم وتفنيهم ; قال الأزهري : وهذا كقوله ، عز وعلا : فقطع دابر القوم الذين ظلموا . وقال يونس : الحسوم يورث الحشوم . وقال : الحسوم الدءوب ، قال : والحشوم الإعياء . ويقال : هذه ليالي الحسوم تحسم الخير عن أهلها كما حسم عن عاد في قوله ، عز وجل : وثمانية أيام حسوما أي شؤما عليهم ونحسا . والحيسمان والحيمسان جميعا : الآدم ، وبه سمي الرجل حيسمانا . والحيسمان : اسم رجل من خزاعة ; ومنه قول الشاعر :


                                                          وعرد عنا الحيسمان بن حابس



                                                          الجوهري : وحسمى ، بالكسر ، أرض بالبادية فيها جبال شواهق ملس الجوانب ، لا يكاد القتام يفارقها . وفي حديث أبي هريرة : لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض ، قيل : وما ذاك السنبك ؟ قال : حسمى جذام ; ابن سيده : حسمى موضع باليمن ، وقيل : قبيلة جذام . قال ابن الأعرابي : إذا لم يذكر كثير غيقة فحسمى وإذا ذكر غيقة فحسنا ; وأنشد الجوهري للنابغة :


                                                          فأصبح عاقلا بجبال حسمى     دقاق الترب محتزم القتام



                                                          قال ابن بري : أي حسمى قد أحاط به القتام كالحزام له . وفي الحديث : فله مثل قور حسمى ; حسمى ، بالكسر والقصر : اسم بلد جذام . والقور : جمع قارة وهي دون الجبل . أبو عمرو : الأحسم الرجل البازل القاطع للأمور . وقال ابن الأعرابي : الحيسم الرجل القاطع للأمور الكيس . وقال ثعلب : حسمى وحسم وذو حسم وحسم وحاسم مواضع بالبادية ; قال النابغة :


                                                          عفا حسم من فرتنا فالفوارع     فجنبا أريك ، فالتلاع الدوافع



                                                          وقال مهلهل : [ ص: 123 ]

                                                          أليلتنا بذي حسم أنيري     إذا أنت انقضيت فلا تحوري



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية