الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب الإجابة أية ساعة هي في يوم الجمعة

                                                                      1048 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو يعني ابن الحارث أن الجلاح مولى عبد العزيز حدثه أن أبا سلمة يعني ابن عبد الرحمن حدثه عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الجمعة ثنتا عشرة يريد ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله عز وجل شيئا إلا أتاه الله عز وجل فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( ثنتا عشرة يريد ساعة ) ولفظ النسائي يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة ، والمراد هاهنا الساعة النجومية والمراد أنها في عدد الساعات كسائر الأيام ( يسأل الله ) أي في ساعة منها ، وهذه الساعات عرفية ، وضمير التمسوها راجع إلى هذه الساعة ( آخر ساعة ) ظرف لالتمسوا والمراد بها الساعة النجومية فلا إشكال في الظرفية بأن يقال كيف تلتمس الساعة . كذا في حاشية النسائي للسندي .

                                                                      قال القاضي : اختلف السلف في وقت هذه الساعة وفي معنى قائم يصلي ، فقال بعضهم هي من بعد العصر إلى الغروب ، قالوا ومعنى يصلي يدعو ، ومعنى قائم ملازم ومواظب كقوله تعالى ما دمت عليه قائما : وقال آخرون هي من حين خروج الإمام إلى فراغ الصلاة ، وقال آخرون من حين تقام الصلاة حتى يفرغ ، والصلاة عندهم على ظاهرها ، وقيل من حين يجلس الإمام على المنبر حتى يفرغ من الصلاة وقيل آخر ساعة من يوم الجمعة . قال القاضي : وقد رويت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل هذا آثار مفسرة لهذه الأقوال ، قال وقيل عند الزوال وقيل من الزوال إلى أن يصير الظل نحو ذراع ، وقيل هي مخفية في اليوم كله كليلة القدر ، وقيل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس . قال القاضي : وليس معنى هذه الأقوال أن هذا كله وقت لها بل معناه أنها تكون في أثناء ذلك الوقت لقوله وأشار بيده يقللها . هذا كلام القاضي ، والصحيح بل الصواب ما رواه مسلم من حديث أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ذكره النووي .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي .




                                                                      الخدمات العلمية