الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            41 - كتاب الزهد .

                                                                                            بسم الله الرحمن الرحيم .

                                                                                            41 - 1 - باب التفكر في زوال الدنيا .

                                                                                            17641 عن عبد الله بن مسعود قال : بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في ملكه ، فتفكر فعلم أن ذلك منقطع عنه ، وأنه قد شغله عن عبادة ربه - عز وجل - فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره فأصبح في مملكة غيره ، فأتى ساحل البحر ، فكان به يضرب اللبن بالآجر ، ويأكل ويتصدق بالفضل ، فلم يزل كذلك حتى رقي أمره إلى ملكهم ، وعبادته ، وفضله ، فأرسل إليه ملكهم أن يأتي فأبى ، ثم أعاد عليه ، فأبى أن يأتيه ، وقال : ما له وما لي ؟ قال : فركب الملك فلما رآه الرجل ولى هاربا ، فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه ، قال : فناداه : يا عبد الله ، إنه ليس عليك مني بأس ، فأقام حتى أدركه فقال : من أنت - رحمك الله - ؟ ! قال : أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا ، تفكرت في أمري فعلمت أن ما أنا فيه منقطع ، وأنه قد شغلني عن عبادة ربي ، فتركته وجئت ههنا ، أعبد ربي - عز وجل - قال : ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني . قال : ثم نزل عن دابته ، وسيبها فتبعه ، فكانا جميعا يعبدان الله - عز وجل - فدعوا الله أن يميتهما جميعا . قال : فماتا . قال عبد الله : فلو كنت برميلة مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . رواه أحمد ، وأبو يعلى بنحوه ، وفي إسنادهما المسعودي ، وقد اختلط .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية