الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حظل ]

                                                          حظل : الحظل : المنع من التصرف والحركة ، حظل يحظل ويحظل حظلا وحظلانا وحظلانا ; وأنشد أبو عمرو لمنظور الدبيري :


                                                          تعيرني الحظلان أم مغلس ! فقلت لها : لم تقذفيني بدائيا     فإني رأيت الباخلين متاعهم
                                                          يذم ويفنى ، فارضخي من وعائيا     فلن تجديني في المعيشة عاجزا
                                                          ولا حصرما خبا شديدا وكائيا



                                                          ويروى :


                                                          تعيرني الحظلان أم محلم



                                                          والحظل : غيرة الرجل على المرأة ومنعه إياها من التصرف ; ومنه قول البختري الجعدي يصف رجلا بشدة الغيرة والطبانة لكل من ينظر إلى حليلته :


                                                          فما يخطئك لا يخطئك منه     طبانية فيحظل أو يغار



                                                          وحظل عليه حظلانا : حجر . شمر : حظلت على الرجل وحظرت وعجرت وعجزت وحجرت بمعنى واحد ; قال : سمعت ابن الأعرابي يقوله وأنشد بيت البختري الجعدي وأنشده الجوهري :


                                                          فما يعدمك لا يعدمك



                                                          قال ابن بري : صوابه فما يعدمك لا يعدمك ، بكسر الكاف ؛ لأنه يخاطب مؤنثا ، والذي في شعره : فما يخطئك لا يخطئك ، كما أوردناه أولا ; وقبله :


                                                          ألا يا ليل ، إن خيرت فينا     بنفسي ، فانظري أين الخيار
                                                          ولا تستبدلي مني دنيئا     ولا برما إذا خب القتار
                                                          فما يخطئك لا يخطئك     منه طبانية فيحظل أو يغار



                                                          ويروى :


                                                          بعيشك فانظري أين الخيار



                                                          والطبانة والطبانية : أن ينظر الرجل إلى حليلته ، فإما أن يحظل أي يكفها عن الظهور ، وإما أن يغضب ويغار . ويحظل : يضيق ويحجر . والحظل : المقتر ، وأنشد : يحظل أو يغارا ، قال الأزهري : وأما البيت الذي احتج به في المقتر فيحظل أو يغارا ، فإن الرواة رووه مرفوعا فيحظل أو يغار ، ورفعه على الاستئناف . ورجل حظول : مضيق على أهله . الجوهري : رجل حظل وحظال للمقتر الذي يحاسب أهله بما ينفق عليهم والاسم الحظلان ، بكسر الحاء ، والحظلان ، بالتحريك : مشي الغضبان ، وقد حظل ; قال : [ ص: 160 ]

                                                          فظل كأنه شاة رمي     خفيف المشي ، يحظل مستكينا



                                                          أي يكف بعض مشيته ويمشي غضبان . وحظل يحظل : مشى في شق من شكاة وهو الحاظل . يقال : مر بنا فلان يحظل ظالعا . وقد حظل المشي يحظل حظلانا إذا كف بعض مشيه ; وأنشد ابن السكيت للمرار العدوي :


                                                          وحشوت الغيظ في أضلاعه     فهو يمشي حظلانا كالنقر



                                                          قال : والكبش النقر الذي قد التوى عرق في عرقوبيه فهو يكف بعض مشيه ، قال : وهو الحظلان . قال ابن السكيت : حظلت النقرة من الشاء تحظل حظلا أي كفت بعض مشيتها . والحظلان : عرج الرجل . وحظلت الشاة حظلا ، وهي حظول : ظلعت وتغير لونها لورم في ضرعها . وحظلت النخلة وحضلت ، بالضاد والظاء : فسدت أصول سعفها ، وقد ذكرناه في حضل . وحظل البعير ، بالكسر ، إذا أكثر من أكل الحنظل ، يذكر في ترجمة حنظل ، إن شاء الله .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية