الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              554 - أبو جعفر بن الكوفي

              ومنهم أبو جعفر بن الكوفي رحمه الله تعالى سمعت أبا الحسن بن مقسم ، يرفع منه جدا وأنه فاق أقرانه في الاجتهاد وكثرة الأوراد ، أكثر نساك بغداد تأدبوا به وتوارثوا منه شريف الآداب وحميد الأخلاق .

              وحدثني عنه جعفر بن محمد بن نصير قال : ذهب إليه يوما الجنيد بن محمد بصرة دراهم عرضها عليه ، فأبى أن يأخذها منه وذكر غناه عنها ، فقال له الجنيد : إن وجدت غنى عنها ففي أخذها سرور رجل مسلم ، فأخذها ، ثم سألته فقلت : يرحمك الله الرجل يتكلم في العلم الذي لم يبلغ استعمال كل عمله ، كلامه أحب إليك أم سكوته ؟ فسكت ساعة مطرقا رأسه ، ثم رفع رأسه إلي فقال : إن كنت هو فتكلم .

              قال الشيخ : وكان أبو جعفر بن الكوفي ممن تخرج بأبي عبد الله البراثي الزاهد ومن تلامذته .

              حدثني أبو عمرو العثماني ، ثنا محمد بن علي البغدادي ، ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ، ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ، ثنا حكيم بن جعفر قال : كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد ، وكان يسكن براثا وكانت له امرأة متعبدة [ ص: 225 ] يقال لها جوهرة ، وكان أبو عبد الله يجلس على جلة خوص نجرانية ، وجوهرة جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبل القبلة في بيت واحد ، قال : فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض ليس تحته الجلة ، فقلنا : يا أبا عبد الله ، ما فعلت الجلة التي كنت تقعد عليها ؟ قال : إن جوهرة أيقظتني البارحة فقالت : أليس يقال في الحديث : " إن الأرض تقول لابن آدم : تجعل بيني وبينك سترا وأنت غدا في بطني " ؟ قال : قلت : نعم ، قالت : فأخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها ، قال : فقمت والله فأخرجتها .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية