الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              556 - العباس بن مساحق

              ومنهم العباس بن مساحق المخزومي . كان في المحبة محمولا وإلى المحبوب مرتحلا منقولا .

              [ ص: 226 ] حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال : قرئ على أبي الحسن أحمد بن محمد بن عيسى الرازي : ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الرازي قال : سمعت الوضاح بن حكيم يقول : رأيت على العباس بن مساحق المخزومي عباءة شديدة البلا فقلت : رحمك الله ما هذه العباءة التي أراها عليك ؟ قال : وما أنكرت منها ؟ قلت : شدة بلاها ، قال : يا ابن حكيم ، أولا يمكن في هذه التبلغ إلى الله عز وجل ؟ قال : بلى ، والله لقد خرج محبو الله من الدنيا في أشد من هذه الحالة ، وما على رجل أن يكون لله محبا وأن عليه مدارع الحديد ، والله يا ابن حكيم ، لقد ذاقوا من حلاوة طاعته والشوق إليه ما سلى قلوبهم عن الدنيا ، فلم ينظروا إليها إلا بعين المقت لها ولم يرجعوا منها إلى طمع بعد معرفتهم بغرورها ؛ إذ سمعوا الله يقول : ( أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ) ، فجفوا والله مضاجعهم وخربوا من العمارة فروشهم وعملوا إلى الرحيل إلى سيدهم وعمروا بالأبدان محاريبهم وبالقلوب درجاتهم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية