الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 118 ) باب الرخصة في التخلف عن الجمعة في المطر وإن لم يكن المطر مؤذيا " وهذا من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتابنا في كتاب معاني القرآن ، وفي الكتب المصنفة من المسند ، أن الله جل وعلا ، ورسوله المصطفى قد يبيحان الشيء لعلة من غير حظر ذلك الشيء ، وإن كانت تلك العلة معدومة ، من ذلك قوله - جل وعلا - في المطلقة ثلاثا إذا نكحت زوجا غير الأول : فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا ، فأباح الله - جل وعلا - المطلقة ثلاثا بعد طلاق الثاني ، وهي قد تحل له بموت الثاني ، وإن لم يطلقها ، وقد تحل له إذا انفسخ النكاح بينهما إما بلعان بينها وبين الزوج الثاني ، أو بارتداد أحدهما ، ثم تنقضي عدتها قبل أن يرجع المرتد منها إلى الإسلام ، وغير ذلك مما يفسخ النكاح بين الزوجين ، ومن هذا الجنس قوله - تبارك وتعالى - : فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة الآية ، والقصر أيضا مباح ، وإن لم يخافوا من فتنة الكفار .

              1863 - أخبرنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، ثنا نصر بن علي ، ثنا سفيان بن حبيب ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي المليح ، عن أبيه [ ص: 899 ] أنه شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية ، وأصابهم مطر في يوم جمعة لم يبتل أسفل نعالهم ، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلوا في رحالهم " .

              قال أبو بكر : " لم يقل أحد يوم الجمعة غير سفيان بن حبيب " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية