الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حلن ]

                                                          حلن : الحلان : الجدي ، وقيل : هو الجدي الذي يشق عليه بطن أمه فيخرج ; قال الجوهري : هو فعال مبدل من حلام ، وهما بمعنى ; قال ابن أحمر :


                                                          فداك كل ضئيل الجسم مختشع وسط المقامة ، يرعى الضأن أحيانا     تهدى إليه ذراع الجدي تكرمة
                                                          إما ذبيحا ، وإما كان حلانا



                                                          يريد : أن الذراع لا تهدى إلا لمهين ساقط لقلتها وحقارتها ، وروي :


                                                          إما ذكيا ، وإما كان حلانا



                                                          والذبيح : الكبير الذي قد أدرك أن يضحى به وصلح أن يذبح للنسك . والحلان : الجدي الصغير ولا يصلح للنسك ولا للذبح ، وقيل : الذكي الذي مات ، وإنما جاز أكله بعد موته لأنه لما ولد جعل في أذنه حز على ما نشرحه ; قال الجوهري : وإن جعلته من الحلال [ ص: 212 ] فهو فعلان ، والميم مبدلة منه ; وقال الأصمعي : الحلام والحلان ، بالميم والنون ، صغار الغنم . وقال اللحياني الحلان الحمل الصغير يعني الخروف ، وقيل : الحلان لغة في الحلام كأن أحد الحرفين بدل من صاحبه ، قال : فإن كان ذلك فهو ثلاثي . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أنه قضى في فداء الأرنب ، إذا قتله المحرم ، بحلان ، هو الحلام ، وقد فسر في الحديث أنه الحمل . الأصمعي : ولد المعزى حلام وحلان . ابن الأعرابي : الحلام والحلان واحد ، وهما ما يولد من الغنم صغيرا ، وهو الذي يخطون على أذنه إذا ولد خطا فيقولون ذكيناه ، فإن مات أكلوه . وقال أبو سعيد : ذكر أن أهل الجاهلية كانوا إذا ولدوا شاة عمدوا إلى السخلة فشرطوا أذنها وقالوا وهم يشرطون : حلان حلان أي حلال بهذا الشرط أن تؤكل ، فإن ماتت كان ذكاتها عندهم ذلك الشرط الذي تقدم ، وهو معنى قول ابن أحرم ، قال : وسمي حلانا إذا حل من الربق فأقبل وأدبر ، ونونه زائدة ، ووزنه فعلان لا فعال . وفي حديث عثمان ، رضي الله عنه : أنه قضى في أم حبين يقتلها المحرم بحلان ، والحديث الآخر : ذبح عثمان كما يذبح الحلان ; أي أن دمه أبطل كما يبطل دم الحلان . الجوهري : ويقال في الضب حلان ، وفي اليربوع جفرة . وقال أبو عبيدة في الحلان : إن أهل الجاهلية كان أحدهم إذا ولد له جدي حز في أذنه حزا وقال : اللهم إن عاش فقني ، وإن مات فذكي ، فإن عاش فهو الذي أراد ، وإن مات قال : قد ذكيته بالحز فاستجاز أكله ; بذلك ; وقال مهلهل :


                                                          كل قتيل في كليب حلان حتى ينال القتل آل شيبان



                                                          ويروى : حلام وآل همام ، ومعنى حلان هدر وفرغ . وحلوان الكاهن : من الحلاوة ، نذكره في حلا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية