الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حمج ]

                                                          حمج : التحميج : فتح العين وتحديد النظر كأنه مبهوت ; قال أبو العيال الهذلي :


                                                          وحمج للجبان المو ت ، حتى قلبه يجب



                                                          أراد : حمج الجبان للموت ، فقلب ; وقيل : تحميج العينين غئورهما ; وقيل : تصغيرهما لتمكين النظر . الجوهري حمج الرجل [ ص: 216 ] عينه يستشف النظر إذا صغرها ; وقيل : إذا تخاوص الإنسان ، فقد حمج . قال الأزهري : أما قول الليث في تحميج العين إنه بمنزلة الغئور فلا يعرف ، وكذلك التحميج بمعنى الهزال منكر ; وقوله :


                                                          وقد يقود الخيل لم تحمج



                                                          فقيل : تحميجها هزالها ، وقيل : هزالها مع غؤور أعينها . والتحميج : التغير في الوجه من الغضب وغيره . وحمجت العين إذا غارت . والتحميج : النظر بخوف . والتحميج : فتح العين فزعا أو وعيدا . وفي حديث ابن عبد العزيز : أن شاهدا كان عنده فطفق يحمج إليه النظر . قال ابن الأثير : ذكره أبو موسى في حرف الجيم وهو سهو ; وقال الزمخشري : هي لغة فيه . والتحميج : تغير في الوجه من الغضب ونحوه . وفي الحديث : " أن عمر ، رضي الله عنه ، قال لرجل : ما لي أراك محمجا ؟ قال الأزهري : التحميج عند العرب نظر بتحديق . وقال أبو عبيدة : التحميج شدة النظر . وقال بعض المفسرين في قوله ، عز وجل : مهطعين مقنعي رءوسهم قال : محمجين مديمي النظر ; وأنشد أبو عبيدة لذي الإصبع :


                                                          أإن رأيت بني أبي     ك محمجين إليك شوسا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية