الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 222 ] [ حمز ]

                                                          حمز : حمز اللبن يحمز حمزا : حمض ، وهو دون الحازر ، والاسم الحمزة . قال الفراء : اشرب من نبيذك فإنه حموز لما تجد أي يهضمه . والحمز : حرافة الشيء . يقال : شراب يحمز اللسان . ورمانة حامزة : فيها حموضة . الأزهري : الحمزة في الطعام شبه اللذعة والحرافة كطعم الخردل . وقال أبو حاتم : تغدى أعرابي مع قوم فاعتمد على الخردل فقالوا : ما يعجبك منه ؟ فقال : حمزه وحرافته . قال الأزهري : وكذلك الشيء الحامض إذا لذغ اللسان وقرصه ، فهو حامز . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أنه شرب شرابا فيه حمازة أي لذع وحدة أي حموضة . وحمزه يحمزه حمزا : قبضه وضمه . وإنه لحموز لما حمزه أي محتمل له . وحمزت الكلمة فؤاده تحمزه : قبضته وأوجعته . وفي التهذيب : حمز اللوم فؤاده ، قال اللحياني : كلمت فلانا بكلمة ، حمزت فؤاده قبضته وغمته فتقبض فؤاده من الغم وقيل : اشتدت عليه . ورجل حامز الفؤاد : متقبضه . والحامز والحميز : الشديد الذكي . وفلان أحمز أمرا من فلان أي أشد . ابن السكيت : يقال فلان أحمز أمرا من فلان إذا كان متقبض الأمر مشمره ، ومنه اشتق حمزة . والحامز : القابض . والحميز : الظريف . وكل ما اشتد ، فقد حمز . وفي لغة هذيل : الحمز التحديد . يقال حمز حديدته إذا حددها ، وقد جاء ذلك في أشعارهم . وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : سئل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ فقال : أحمزها عليك يعني أمتنها وأقواها وأشدها ، وقيل : أمضها وأشقها . ويقال : رجل حامز الفؤاد وحميزه أي شديده . وهم حامز : شديد ; قال الشماخ في رجل باع قوسا من رجل :


                                                          فلما شراها فاضت العين عبرة وفي الصدر حزاز من الوجد حامز



                                                          وفي التهذيب : من اللوم حامز . أي عاصر ، وقيل : أي ممض محرق . وحمزة : بقلة ، وبها سمي الرجل وكني . قال الجوهري : الحمزة بقلة حريفة . قال أنس : كناني رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ببقلة كنت أجتنيها ، وكان يكنى أبا حمزة ، والبقلة التي جناها أنس كانت في طعمها لذع للسان فسميت البقلة حمزة لفعلها ، وكني أنس أبا حمزة لجنيه إياها . والحمازة : الشدة ، وقد حمز الرجل ، بالضم . فهو حميز الفؤاد وحامز أي صلب الفؤاد . ورجل محموز البنان أي شديد ; قال أبو خراش :


                                                          أقيدر محموز البنان ضئيل



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية