الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 380 ] النوع الموفي ستين : معرفة تواريخ الرواة

وفيها معرفة وفيات الصحابة والمحدثين والعلماء ، ومواليدهم ، ومقادير أعمارهم ، ونحو ذلك‏ . ‏

روينا عن ‏سفيان الثوري‏ أنه قال : " لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ " ، أو كما قال . ‏

وروينا عن ‏حفص بن غياث أنه قال : " إذا اتهمتم الشيخ ، فحاسبوه بالسنين‏ " ، يعني احسبوا سنه وسن من كتب عنه‏ . ‏

وهذا كنحو ما روينا عن إسماعيل بن عياش قال : " كنت بالعراق ، فأتاني أهل الحديث ، فقالوا‏ : هاهنا رجل يحدث عن خالد بن معدان ، فأتيته ، فقلت‏ : أي سنة كتبت عن خالد بن معدان ؟ فقال‏ : سنة ثلاث عشرة - يعني ومائة - ، فقلت‏ : أنت تزعم أنك سمعت من خالد بن معدان بعد موته بسبع سنين ؟ قال إسماعيل‏ : مات خالد سنة ست ومائة‏ " . ‏

[ ص: 381 ] قلت‏ : وقد روينا عن ‏عفير بن معدان قصة نحو هذه جرت له مع بعض من حدث عن خالد بن معدان ، ذكر عفير فيها‏ أن خالدا مات سنة أربع ومائة‏ . ‏

وروينا عن ‏الحاكم أبي عبد الله قال : " لما قدم علينا أبو جعفر محمد بن حاتم الكشي ، وحدث عن عبد بن حميد ، سألته عن مولده ، فذكر أنه ولد سنة ستين ومائتين ، فقلت لأصحابنا : سمع هذا الشيخ من عبد بن حميد بعد موته بثلاث عشرة سنة " . ‏

وبلغنا عن ‏أبي عبد الله الحميدي الأندلسي‏ أنه قال ما تحريره‏ : " ثلاثة أشياء من علوم الحديث يجب تقديم التهمم بها : العلل ، وأحسن كتاب وضع فيه " كتاب الدارقطني " ، والمؤتلف والمختلف ، وأحسن كتاب وضع فيه " كتاب ابن ماكولا‏ء " ، ووفيات الشيوخ ، وليس فيه كتاب " . ‏

قلت‏ : فيها غير كتاب ، ولكن من غير استقصاء وتعميم .

[ ص: 382 ] وتواريخ المحدثين مشتملة على ذكر الوفيات ، ولذلك ونحوه سميت تواريخ ، وأما ما فيها من الجرح والتعديل ونحوهما فلا يناسب هذا الاسم ، والله أعلم‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية