الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: شهر رمضان آية 185

                                          [1648 ] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن بكار بن الريان ، ثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب القرظي وسعيد بن أبي هريرة ، قالا: لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله، ولكن قولوا: شهر رمضان.

                                          وروي عن مجاهد ومحمد بن كعب نحو ذلك.

                                          ورخص فيه ابن عباس وزيد بن ثابت .

                                          قوله: الذي أنزل فيه القرآن

                                          [1649 ] حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن رجاء، أنبأ عمران أبو العوام القطان، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن واثلة: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: نزل صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزل التوراة لست مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان.

                                          [1650 ] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا عبيد الله ، يعني ابن موسى، أنبأ إسرائيل عن السدي ، عن محمد بن أبي المجالد، عن مقسم ، عن ابن عباس : سأله عطية بن الأسود أنه وقع في قلبي الشك قوله: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وقوله: إنا أنزلناه في ليلة القدر وقال: إنا أنزلناه في ليلة مباركة وقد أنزل لشوال وذي القعدة وذي الحجة والمحرم وشهر ربيع فقال ابن عباس : [ ص: 311 ] إنما نزل في رمضان وفي ليلة القدر، وفي ليلة مباركة جملة واحدة. ثم أنزل على مواقع النجوم من الشهور والأيام.

                                          روي عن سعيد بن جبير ، نحوه، وذكر فيه "إلى بيت في السماء يقال له بيت العزة".

                                          [1651 ] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا حم بن نوح البلخي ، ثنا أبو معاذ خالد بن سليمان الحداني، ثنا أبو مصلح نصر بن مشارس، عن الضحاك : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن يقول: الذي أنزل صومه القرآن.

                                          قوله: هدى للناس

                                          [1652 ] وبه عن ابن جريج : هدى للناس قال: يهتدون به.

                                          [1653 ] أخبرنا علي بن المبارك فيما كتب إلي، ثنا زيد بن المبارك ، ثنا ابن ثور عن ابن أبي نجيح : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن قال: بلغني أنه كان ينزل فيه القرآن حتى انقطع الوحي، وحتى مات محمد صلى الله عليه وسلم، فكان ينزل من القرآن في ليلة القدر كل شيء ينزل من القرآن في تلك السنة، فينزل ذلك من السماء السابعة على جبريل في السماء الدنيا فلا ينزل جبريل من ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم إلا بما أمره ربه تعالى.

                                          قوله: وبينات من الهدى

                                          [1654 ] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ، ثنا أسباط ، عن السدي : هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان أما وبينات من الهدى فبينات من الحلال والحرام .

                                          قوله: والفرقان

                                          [1655 ] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل، عن أبي صالح : " الفرقان " قال: التوراة.

                                          قوله: فمن شهد منكم الشهر فليصمه

                                          [1656 ] حدثنا أبي ، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن قتادة ، عن محمد [ ص: 312 ] بن سيرين، عن عبيدة السلماني ، عن علي قال: من أدركه رمضان وهو مقيم ثم سافر بعد لزمه الصوم، لأن الله تعالى يقول: فمن شهد منكم الشهر فليصمه

                                          وروي عن عائشة وابن عمر وابن عباس وسعيد بن جبير وعبيدة وابن الحنفية وخيثمة وسويد بن غفلة وعلي بن الحسين وإبراهيم النخعي ومجاهد والشعبي وأبي مجلز والسدي نحو ذلك.

                                          الوجه الثاني:

                                          [1657 ] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا وكيع ، عن عائشة ، عن الحكم عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة وهو صائم في شهر رمضان، فلما أتى قديدا، أفطر فلم يزل مفطرا حتى دخل مكة.

                                          الوجه الثالث:

                                          [1658 ] حدثني أبي، ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، ثنا ابن وهب ، أخبرني عمر وابن الحارث ، عن بكير بن الأشج ، عن يزيد مولى سلمة عن سلمة بن الأكوع ، أنه قال: كنا في رمضان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من شاء صام، ومن شاء أفطر وافتدى بطعام مسكين حتى نزلت الآية: فمن شهد منكم الشهر فليصمه .

                                          قوله: ومن كان مريضا أو على سفر

                                          قد تقدم تفسيره. آية 184

                                          قوله: فعدة من أيام أخر

                                          قد تقدم تفسيره. آية 184

                                          قوله: يريد الله بكم اليسر [1659 ] حدثنا الأشج، ثنا أبو خالد ، عن داود عن الشعبي ، قال: إذا اختلف [ ص: 313 ] عليك أمران فانظر أيسرهما فإنه أقرب إلى الحق، إن الله أراد بهذه الأمة اليسر، ولم يرد بهم العسر.

                                          [1660 ] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر قال: اليسر الإفطار في السفر، وروي عن الضحاك وعمر بن عبد العزيز ، نحو ذلك.

                                          الوجه الثاني:

                                          [1661 ] حدثنا عمار بن خالد الواسطي، ثنا محمد بن الحسن الواسطي، عن عمر بن شيبة الهذلي ، عن أم الحكم بنت قارظ قالت: أرسلت إلى أبي هريرة : كيف تقضي المرأة رمضان؟ فقال: فرقي ثم قال: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر .

                                          الوجه الثالث:

                                          [1662 ] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد ، عن جويبر، عن الضحاك في قوله: يريد الله بكم اليسر قال: تفطر الحامل والمرضع، والإفطار في السفر.

                                          الوجه الرابع



                                          حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود ، ثنا حبيب بن يزيد، قال: سئل جابر بن زيد عن الصلاة عند القتال فقال: يصلي الرجل راكبا وماشيا حيث كان وجهه وذلك من تيسير الله على عباده، أنه يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر.

                                          قوله: ولا يريد بكم العسر

                                          [1663 ] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله: ولا يريد بكم العسر قال: العسر: الصيام في السفر.

                                          وروي عن عمر بن عبد العزيز والضحاك ، نحو ذلك.

                                          الوجه الثاني:

                                          [1664 ] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمس، ثنا وكيع ، عن عمر بن شيبة بن [ ص: 314 ] قارظ قال: حدثتني أمي أم الحكم بنت قارظ، أنها أرسلت إلى أبي هريرة تسأله، قالت: إنه يصيبني ما يصيب النساء من العلة في رمضان، فما ترى في قضائه؟ فقال أبو هريرة : أحصي العدة وصومي كيف شئت إنما يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وروي عن مجاهد نحو ذلك.

                                          قوله: ولتكملوا العدة

                                          [1665 ] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع بن أنس قوله: ولتكملوا العدة عدة رمضان.

                                          قوله: ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون

                                          [1666 ] حدثنا أبي ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا ابن المبارك ، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم في قوله: ولتكبروا الله على ما هداكم قال: التكبير يوم الفطر.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية