الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              649 - علي الفارسي

              ومنهم الحاضر الفارسي أبو الحسين علي بن هند الفارسي ، صحب عمرا المكي ، والجنيد ، وجعفرا الحذاء .

              سمعت أبا القاسم الهاشمي يقول : قال أبو الحسين بن هند الفارسي : القلوب أوعية وظروف ، وكل وعاء وظرف لنوع من المحمولات ، فقلوب الأولياء أوعية المعرفة ، وقلوب العارفين أوعية المحبة ، وقلوب المحبين أوعية الشوق [ ص: 363 ] وقلوب المشتاقين أوعية الأنس ، ولهذه الأحوال آداب من لم يستعملها في أوقاتها هلك من حيث يرجو به النجاة .

              سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت أبا الحسين بن هند يقول : استرح مع الله ولا تسترح عن الله ، فإن من استراح مع الله نجا ، ومن استراح عن الله هلك ، والاستراحة مع الله تروح القلوب بذكره ، والاستراحة عن الله مداومة الغفلة .

              سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت محمد بن إبراهيم يقول : سمعت أبا الحسين بن هند يقول : المتمسك بكتاب الله هو الملاحظ للحق على دوام الأوقات والمتمسك بكتاب الله لا يخفى عليه شيء من أمر دينه ودنياه ، بل يجري في أوقاته على المشاهدة لا على الغفلة ، فيأخذ الأشياء من معدنها ، ويضعها في معدنها ، وكان يقول : اجتهد أن لا تفارق باب سيدك بحال ; فإنه ملجأ الكل ، فإن من فارق تلك السدة لا يرى بعدها لقدميه قرارا ولا مقاما ، وقال :

              كنت من كربتي أفر إليهم فهم كربتي فأين المفر ؟



              التالي السابق


              الخدمات العلمية