الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              662 - القاسم السياري

              ومنهم أبو العباس القاسم السياري ، الملقن تحف الباري ، شيخ المراوزة ومحدثهم وفقيههم ، توفي سنة اثنين وأربعين .

              حدثنا محمد بن أبي يعقوب ، ثنا القاسم بن القاسم السياري المروزي ، ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو بغير حديث ، وحدثنا محمد بن الحسين بن موسى ، ثنا عبد الواحد بن علي السياري ، ثنا خالي أبو العباس القاسم بن القاسم السياري ، ثنا أحمد بن عباد بن سلم ، وكان من الزهاد ، ثنا محمد بن عبيدة النافقاني ، ثنا عبد الله بن عبيدة العامري ، ثنا سورة بن شداد الزاهد ، عن سفيان الثوري ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن موسى بن يزيد ، عن أويس القرني ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد ، ما من عبد يدعو بهذه الأسماء إلا وجبت له الجنة ، إنه وتر يحب الوتر ، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام " إلى قوله " الرشيد ، الصبور " مثل حديث الأعرج عن أبي هريرة ، حديث الأعرج عن أبي هريرة صحيح متفق عليه ، وحديث الثوري عن إبراهيم فيه نظر لا صحة له .

              سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت عبد الواحد يقول : سمعت خالي القاسم بن القاسم يقول : كيف السبيل إلى ترك ذنب كان عليك في اللوح المحفوظ محفوظا ؟ وإلى صرف قضاء كان به العبد مربوطا ؟ وكان يقول : حقيقة المعرفة الخروج عن المعارف ، وأن لا يخطر بقلبه ما دونه ، وكان يقول :

              [ ص: 381 ] المعرفة حياة القلب بالله ، وحياة القلب مع الله ، ومن عرف الله خضع له كل شيء ; لأنه عاين أثر ملكه فيه ، ومن حفظ قلبه مع الله بالصدق أجرى الله على لسانه الحكمة ، وكان يقول : ظلم الأطماع يمنع أنوار المشاهدات ، وكان يقول : الربوبية نفاذ الأمر والمشيئة والتقدير ، والقضية والعبودية معرفة المعبود ، والقيام بالمعهود ، وكان يقول : قيل لبعض الحكماء : من أين معاشك ؟ فقال : من عند من ضيق المعاش على من شاء عن غير علة ، وكان يقول : ما أظهر الله شيئا إلا تحت ستره وستر شيئية الأشياء حتى لا يستوي علمان ولا معرفتان ، ولا قدرتان .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية