الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حوث ]

                                                          حوث : حوث : لغة في حيث ، إما لغة طيئ وإما لغة تميم ؛ وقال اللحياني : هي لغة طيئ فقط ، يقولون حوث عبد الله زيد ؛ قال ابن سيده : وقد أعلمتك ، أن أصل حيث ، إنما هو حوث على ما سنذكره في ترجمة حيث ؛ ومن العرب من يقول حوث فيفتح ، رواه اللحياني عن الكسائي ، كما أن منهم من يقول : حيث . روى الأزهري بإسناده عن الأسود قال : سأل رجل ابن عمر : كيف أضع يدي إذا سجدت ؟ قال : ارم بهما حوث وقعتا ؛ قال الأزهري : كذا رواه لنا ، وهي لغة صحيحة . حيث وحوث : لغتان جيدتان ، والقرآن نزل بالياء ، وهي أفصح اللغتين . والحوثاء : الكبد ، وقيل : الكبد وما يليها ؛ قال الراجز :


                                                          إنا وجدنا لحمها طريا : الكرش ، والحوثاء ، والمريا



                                                          وامرأة حوثاء : سمينة تارة . وأحاثه : حركه وفرقه ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وقوله أنشده ابن دريد :


                                                          بحيث ناصى اللمم الكثاثا     مور الكثيب ، فجرى وحاثا



                                                          قال ابن سيده : لم يفسره ، قال : وعندي أنه أراد وأحاثا أي : فرق وحرك ، فاحتاج إلى حذف الهمزة فحذفها ؛ قال : وقد يجوز أن يريد وحثا ، فقلب . وأوقع بهم فلان فتركهم حوثا بوثا أي : فرقهم ؛ [ ص: 260 ] وتركهم حوثا بوثا أي : مختلفين . وحاث باث ، مبنيان على الكسر : قماش الناس . وقال اللحياني : تركته حاث باث ، ولم يفسره ؛ قال ابن سيده : وإنما قضينا على ألف حاث أنها منقلبة عن الواو ، وإن لم يكن هنالك ما اشتقت منه ، لأن انقلاب الألف إذا كانت عينا عن الواو ، أكثر من انقلابها عن الياء . الجوهري : يقال : تركتهم حوثا بوثا ، وحوث بوث ، وحيث بيث ، وحاث باث ، وحاث باث إذا فرقهم وبددهم ؛ وروى الأزهري عن الفراء قال : معنى هذه الكلمات إذا أذللتهم ودققتهم ؛ وقال اللحياني : معناها إذا تركته مختلط الأمر ؛ فأما حاث باث فإنه خرج مخرج قطام وحذام ، وأما حيث بيث فإنه خرج مخرج حيص بيص . ابن الأعرابي : يقال تركتهم حاث باث إذا تفرقوا ؛ قال : ومثلهما في الكلام مزدوجا : خاق باق ، وهو صوت حركة أبي عمير في زرنب الفلهم ، قال : وخاش ماش : قماش لبيت ، وخاز باز : ورم ، وهو أيضا صوت الذباب . وتركت الأرض حاث باث إذا دقتها الخيل ، وقد أحاثتها الخيل . وأحثت الأرض وأبثتها . الفراء : أحثيت الأرض وأبثيتها ، فهي محثاة ومبثاة . وقال غيره : أحثت الأرض وأبثتها ، فهي محاثة ومباثة . والإحاثة ، والاستحاثة ، والإباثة ، والاستباثة ، واحد . الفراء : تركت البلاد حوثا بوثا ، وحاث باث ، وحيث بيث ، لا يجريان إذا دققوها . والاستحاثة مثل الاستباثة : وهي الاستخراج . تقول : استحثت الشيء إذا ضاع في التراب فطلبته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية