الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خبند ] خبند : الخبنداة من النساء : التارة الممتلئة كالبخنداة ; وقيل : التامة القصب ; وقيل : التامة الخلق كله ; وقيل : الثقيلة الوركين ، قال العجاج :

                                                          فقد سبتني غير ما تعذير تمشي كمشي الوحل المبهور     على خبندى قصب ممكور

                                                          خبندى فعنلل وهو واحد والفعل اخبندى واخبندد إذا تم قصبه ؛ واخبدت الجارية واخبندت وساق خبنداة : مستديرة ممتلئة . وقصب خبندى : ممتليء ريان . وبعير مخبند : عظيم ، وقيل : صلب شديد . خبا : الخباء من الأبنية : واحد الأخبية ، وهو ما كان من وبر أو صوف ولا يكون من شعر ، وهو على عمودين أو ثلاثة ، وما فوق ذلك فهو بيت . وقال ابن الأعرابي : الخباء من شعر أو صوف ، وهو دون المظلة ; كذلك حكاها هاهنا بفتح الميم ، وقال ثعلب عن [ ص: 17 ] يعقوب الصوف خاصة . والخباء : من بيوت الأعراب ، جمعه أخبية بلا همز . وفي حديث الاعتكاف : فأمر بخبائه فقوض ; الخباء : أحد بيوت العرب من وبر أو صوف . وفي حديث هند : أهل خباء أو أخباء ، على الشك ، وقد يستعمل في المنازل والمساكن ; ومنه الحديث : أنه أتى خباء فاطمة وهي في المدينة ; يريد منزلها . وأصل الخباء : الهمز لأنه يختبأ فيه . وأخبيت خباء وخبيته وتخبيته : عملته ونصبته . واستخبيته : نصبته ودخلت فيه والتخبية : من قولك خبيته وتخبيته . وتخبيت كسائي تخبيا وأخبيت كسائي إذا جعلته خباء . الكسائي : يقال من الخباء أخبيت إخباء إذا أردت المصدر إذا عملته وتخبيت أيضا . والخباء : غشاء البرة والشعيرة في السنبلة ، وخباء النور : كمامه ، وكلاهما على المثل . وخبت النار والحرب والحدة تخبو خبوا وخبوا : سكنت وطفئت وخمد لهبها ، وهي خابية ، وأخبيتها أنا : أخمدتها ; قال الكميت :


                                                          ومنا ضرار وابنماه وحاجب     مؤجج نيران المكارم لا المخبي



                                                          وقوله تعالى : كلما خبت زدناهم سعيرا ; قيل : معناه سكن لهبها ، وقيل : معناه كلما تمنوا أن تخبو وأرادوا أن تخبو . والخابية : الحب ، وأصله الهمز ، لأنه من خبأت إلا أن العرب تركت همزها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية