الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خدج ] خدج : خدجت الناقة وكل ذات ظلف وحافر تخدج وتخدج خداجا ، وهي خدوج وخادج ، وخدجت وخدجت ، كلاهما : ألقت ولدها قبل أوانه لغير تمام الأيام ، وإن كان تام الخلق ; قال الحسين بن مطير :


                                                          لما لقحن لماء الفحل أعجلها وقت النكاح فلم يتممن تخديج



                                                          وقد يكون الخداج لغير الناقة ; أنشد ثعلب :


                                                          يوم ترى مرضعة خلوجا     وكل أنثى حملت خدوجا



                                                          أفلا تراه عم به ؟ وفي الحديث : ( كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ، فهي خداج ) أي نقصان . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( كل صلاة ليست فيها قراءة ، فهي خداج ) أي ذات خداج ، وهو النقصان . قال : وهذا مذهبهم في الاختصار للكلام كما قالوا : عبد الله إقبال وإدبار أي مقبل ومدبر ; أحلوا المصدر محل الفعل . ويقال : أخدج الرجل صلاته ، فهو مخدج وهي مخدجة ، ويقال : أخدج فلان أمره إذا لم يحكمه ، وأنضج أمره إذا أحكمه ، والأصل في ذلك إخداج الناقة ولدها وإنضاجها إياه . الأصمعي : الخداج النقصان ، وأصل ذلك من خداج الناقة إذا ولدت ولدا ناقص الخلق ، أو لغير تمام . وفي حديث الزكاة : ( في كل ثلاثين بقرة خديج ) أي ناقص الخلق في الأصل ; يريد تبيعا كالخديج في صغر أعضائه ونقص قوته عن الثني والرباعي . وخديج ، فعيل بمعنى مفعل ، أي مخدج . وفي حديث سعد : أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخدج مقيم أي ناقص الخلق . وفي حديث علي - رضوان الله عليه : ولا تخدج التحية أي لا تنقصها . قال ابن الأثير : وإنما قال في الصلاة : فهي خداج ، والخداج مصدر على حذف المضاف أي ذات خداج ، أو يكون قد وصفها بالمصدر نفسه مبالغة ، كما قالوا : فإنما هي إقبال وإدبار . والولد خديج . وشاة خدوج ، وجمعها خدوج وخداج وخدائج . وأخدجت ، فهي مخدج ومخدجة : جاءت بولدها ناقص الخلق ، وقد تم وقت حملها ، والولد خدوج وخدج ومخدج ومخدوج وخديج ومنه قول علي - رضوان الله عليه - في ذي الثدية : مخدج اليد أي ناقص اليد . وقيل : إذا ألقت الناقة ولدها تام الخلق قبل وقت النتاج ، قيل : أخدجت ، وهي مخدج ; فإن رمته ناقصا قبل الوقت قيل : خدجت ، وهي خادج ; فإن كان عادة لها ، فهي مخداج فيهما . وقوم يجعلون الخداج ما كان دما ، وبعضهم جعله ما كان أملط ولم ينبت عليه شعر ، وحكى ثابت ذلك في الإنسان . وقال أبو خيرة : خدجت المرأة ولدها وأخدجته ، بمعنى واحد ، قال الأزهري : وذلك إذا ألقته وقد استبان خلقه ، قال : ويقال إذا ألقته دما ; قد خدجت ، وهو خداج ; وإذا ألقته قبل أن ينبت شعره قيل : قد غضنت ، وهو الغضان ; وأنشد :


                                                          فهن لا يحملن إلا خدجا



                                                          والخداج : الاسم من ذلك . قال : وناقة ذات خداج : تخدج وتخدج كثيرا . وخدجت الزندة : لم تور نارا . وفي التهذيب : أخدجت الزندة . وخدج خدج : زجر للغنم . ابن الأعرابي أخدجت الشتوة إذا قل مطرها . وخديجة اسم امرأة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية