الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها

                                          [ 17016 ] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي، فيما كتب إلي، أنبأ أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، في قول الله: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها قال: البطر الأشر عصوا وخالفوا أمر الله وبطروا، وقرأ قول الله: ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون " ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين " وقال:: هذا البطر. وقرأ : وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها البطر الأشر والغفلة وأهل الباطل والركوب لمعاصي الله، قال: ذلك هو البطر في المعيشة .

                                          قوله تعالى: فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلى قوله : الوارثين

                                          [ 17017 ] ذكر عن مالك بن سليمان، ثنا إسرائيل بن يونس عن أبي صادق ، [ ص: 2997 ] عن عبد الرحمن عن مسروق عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت عند عمر بن الخطاب فدخل علينا كعب الأحبار، فقال: يا أمير المؤمنين ألا أخبرك بأغرب شيء قرأت في كتب الأنبياء، إن هامة جاءت إلى سليمان بن داود فقالت: السلام عليك يا نبي الله ، فقال سليمان: وعليك السلام يا هام أخبريني كيف لا تأكلين الزرع؟ فقالت: يا نبي الله، لأن آدم عصى ربه في سببه، لذلك لا آكله. فقال لها سليمان: كيف لا تشربين الماء؟ قالت: يا نبي الله; لأن الله عز وجل أغرق بالماء قوم نوح، من أجل ذلك تركت شربها .قال لها سليمان: فكيف تركت العمران وسكنت الخراب؟ قالت: لأن الخراب ميراث الله، وأنا أسكن في ميراث الله، وقد ذكر الله في كتابه عز وجل: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين الدنيا كلها ميراث الله .

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية