الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خرم ] خرم : الخرم : مصدر قولك خرم الخرزة يخرمها ، بالكسر ، [ ص: 56 ] خرما وخرمها فتخرمت : فصمها وما خرمت منه شيئا أي ما نقصت وما قطعت . والتخرم والانخرام : التشقق . وانخرم ثقبه أي انشق ، فإذا لم ينشق فهو أخزم ، والأنثى خزماء ، وذلك الموضع منه الخرمة . الليث : خرم أنفه يخرم خرما ، وهو قطع في الوترة وفي الناشرتين أو في طرف الأرنبة لا يبلغ الجدع ، والنعت أخرم وخرماء ، وإن أصاب نحو ذلك في الشفة أو في أعلى قوف الأذن فهو خرم . وفي حديث زيد بن ثابت : في الخرمات الثلاث من الأنف الدية في كل واحدة منها ثلثها ; قال ابن الأثير : الخرمات جمع خرمة ، وهي بمنزلة الاسم من نعت الأخرم ، فكأنه أراد بالخرمات المخرومات ، وهي الحجب الثلاثة : في الأنف اثنان خارجان عن اليمين واليسار ، والثالث الوترة ، يعني أن الدية تتعلق بهذه الحجب الثلاثة . وخرم الرجل خرما فهو مخروم وهو أخرم : تخرمت وترة أنفه وقطعت وهي ما بين منخريه ، وقد خرمه يخرمه خرما . والخرمة : موضع الخرم من الأنف ، وقيل : الذي قطع طرف أنفه لا يبلغ الجدع . والخورمة : أرنبة الإنسان . ورجل أخرم الأذن كأخربها : مثقوبها . والخرماء من الآذان : المتخرمة . وعنز خرماء : شقت أذنها عرضا . والأخرم : المثقوب الأذن ، والذي قطعت وترة أنفه أو طرفه شيئا لا يبلغ الجدع ، وقد انخرم ثقبه . وفي الحديث : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس على ناقة خرماء ; أصل الخرم الثقب والشق . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يضحى بالمخرمة الأذن ، يعني المقطوعة الأذن ، قال ابن الأثير : أراد المقطوعة الأذن تسمية للشيء بأصله ، أو لأن المخرمة من أبنية المبالغة كأن فيها خروما وشقوقا كثيرة . قال شمر : والخرم يكون في الأذن والأنف جميعا ، وهو في الأنف أن يقطع مقدم منخر الرجل وأرنبته بعد أن يقطع أعلاها حتى ينفذ إلى جوف الأنف . يقال : رجل أخرم بين الخرم . والأخرم : الغدير ، وجمعه خرم لأن بعضها ينخرم إلى بعض ; قال الشاعر :


                                                          يرجع بين خرم مفرطات صواف لم تكدرها الدلاء

                                                          والأخرم من الشعر : ما كان في صدره وتد مجموع الحركتين فخرم أحدهما وطرح كقوله :


                                                          إن امرأ قد عاش عشرين حجة     إلى مثلها يرجو الخلود لجاهل

                                                          كان تمامه : وإن امرأ ; قال الزجاج : من علل الطويل الخرم وهو حذف فاء فعولن وهو يسمى الثلم ، قال : وخرم فعولن بيته أثلم ، وخرم مفاعيلن بيته أعضب ، ويسمى متخرما ليفصل بين اسم منخرم مفاعيلن وبين منخرم أخرم ; قال ابن سيده : الخرم في العروض ذهاب الفاء من فعولن فيبقى عولن ، فينقل في التقطيع إلى فعلن ، قال : ولا يكون الخرم إلا في أول الجزء في البيت ، وجمعه أبو إسحاق على خروم ، قال : فلا أدري أجعله اسما ثم جمعه على ذلك أم هو تسمح منه . وإذا أصاب الرامي بسهمه القرطاس ولم يثقبه فقد خرمه . ويقال : أصاب خورمته أي أنفه . والخرم : أنف الجبل . والأخرمان : عظمان منخرمان في طرف الحنك الأعلى . وأخرما الكتفين : رؤوسهما من قبل العضدين مما يلي الوابلة ، وقيل : هما طرفا أسفل الكتفين اللذان اكتنفا كعبرة الكتف ، فالكعبرة بين الأخرمين ، وقيل : الأخرم منقطع العير حيث ينجدع وهو طرفه ; قال أوس بن حجر يذكر فرسا يدعى قرزلا :


                                                          تالله لولا قرزل إذ نجا     لكان مثوى خدك الأخرما

                                                          أي لقتلت فسقط رأسك عن أخرم كتفك . وأخرم الكتف : طرف عيره . التهذيب : أخرم الكتف محز في طرف عيرها مما يلي الصدفة ، والجمع الأخارم . وخرم الأكمة ومخرمها : منقطعها . ومخرم الجبل والسيل : أنفه . والخرم : ما خرم سيل أو طريق في قف أو رأس جبل ، واسم ذلك الموضع إذا اتسع مخرم كمخرم العقبة ومخرم المسيل . والمخرم ، بكسر الراء : منقطع أنف الجبل ، والجمع المخارم ، وهي أفواه الفجاج . والمخارم : الطرق في الغلظ ; عن السكري ، وقيل : الطرق في الجبال وأفواه الفجاج ; قال أبو ذؤيب :


                                                          به رجمات بينهن مخارم     نهوج كلبات الهجائن فيح

                                                          وفي حديث الهجرة : مرا بأوس الأسلمي فحملهما على جمل وبعث معهما دليلا وقال : ( اسلك بهما حيث تعلم من مخارم الطرق ) ، وهو جمع مخرم ، بكسر الراء ، وهو الطريق في الجبل أو الرمل ، وقيل : هو منقطع أنف الجبل ; وقول أبي كبير :


                                                          وإذا رميت به الفجاج رأيته     يهوي مخارمها هوي الأجدل

                                                          أراد في مخارمها فهو على هذا ظرف كقولهم ذهبت الشأم وعسل الطريق الثعلب ، وقيل : يهوي هنا في معنى يقطع ، فإذا كان هذا فمخارمها مفعول صحيح . وما خرم الدليل عن الطريق أي ما عدل . ومخارم الليل : أوائله ; أنشد ابن الأعرابي :


                                                          مخارم الليل لهن بهرج     حين ينام الورع المزلج

                                                          قال : ويروى محارم الليل أي ما يحرم سلوكه على الجبان الهدان ، وهو مذكور في موضعه . ويمين ذات مخارم أي ذات مخارج . ويقال : لا خير في يمين لا مخارم لها أي لا مخارج ، مأخوذ من المخرم وهو الثنية بين الجبلين . وقال أبو زيد : هذه يمين قد طلعت في المخارم ، وهي اليمين التي تجعل لصاحبها مخرجا . والخورمة : أرنبة الإنسان . ابن سيده : الخورمة مقدم الأنف ، وقيل : هي ما بين المنخرين . والخورم : صخور لها خروق ، واحدتها خورمة . والخورم : صخرة فيها خروق . والخرم : أنف الجبل ، وجمعه خروم ، ومنه اشتقاق المخرم . وضرع فيه تخريم وتشريم إذا وقع فيه حزوز . واخترم فلان عنا : مات وذهب . واخترمته المنية من بين أصحابه : أخذته من بينهم . واخترمهم الدهر وتخرمهم أي اقتطعهم واستأصلهم . ويقال : خرمته الخوارم إذا مات ، كما يقال شعبته [ ص: 57 ] شعوب . وفي الحديث : يريد أن ينخرم ذلك القرن ; القرن : أهل كل زمان ، وانخرامه : ذهابه وانقضاؤه . وفي حديث ابن الحنفية : كدت أن أكون السواد المخترم ، من اخترمهم الدهر وتخرمهم استأصلهم . والخرماء : رابية تنهبط في وهدة ، وهو الأخرم أيضا . وأكمة خرماء : لها جانب لا يمكن منه الصعود . وريح خارم : باردة ; كذا حكاه أبو عبيد بالراء ، ورواه كراع خازم ، بالزاي ، قال : كأنها تخزم الأطراف أي تنظمها ، وسيأتي ذكره . والخرم : نبات الشجر ; عن كراع . وعيش خرم : ناعم ، وقيل : هو فارسي معرب ; قال أبو نخيلة في صفة الإبل :


                                                          قاظت من الخرم بقيظ خرم



                                                          أراد بقيظ ناعم كثير الخير ; ومنه يقال : كان عيشنا بها خرما ; قاله ابن الأعرابي . والخرم وكاظمة : جبيلات وأنوف جبال ; وأما قول جرير :


                                                          إن الكنيسة كان هدم بنائها     نصرا وكان هزيمة للأخرم

                                                          فإن الأخرم اسم ملك من ملوك الروم . والخريم : الماجن . والخارم : التارك . والخارم : المفسد . والخارم : الريح الباردة . وفي حديث سعد : لما شكاه أهل الكوفة إلى عمر في صلاته قال ما خرمت من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا أي ما تركت ; ومنه الحديث : لم أخرم منه حرفا أي لم أدع . والخرام : الأحداث المتخرمون في المعاصي . وجاء يتخرم زنده أي يركبنا بالظلم والحمق ; عن ابن الأعرابي ، قال : وقال ابن قنان لرجل وهو يتوعده : والله لئن انتحيت عليك فإني أراك يتخرم زندك ، وذلك أن الزند إذا تخرم لم يور القادح به نارا ، وإنما أراد أنه لا خير فيه كما أنه لا خير في الزند المتخرم . وتخرم زند فلان أي سكن غضبه . وتخرم أي دان بدين الخرمية ، وهم أصحاب التناسخ والإباحة . أبو خيرة : الخرومانة بقلة خبيثة الريح تنبت في العطن ، وأنشد :


                                                          إلى بيت شقذان كأن سباله     ولحيته في خرومان منور

                                                          وفي الحديث ذكر خريم ، وهو مصغر : ثنية بين المدينة والروحاء ، كان عليها طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منصرفه من بدر . ومخرمة ، بالفتح ، ومخرم وخريم : أسماء . وخرمان وأم خرمان : موضعان . والخرماء : عين بالصفراء كانت لحكيم بن نضلة الغفاري ثم اشتريت من ولده . والخرماء : فرس لبني أبي ربيعة . والخرمان : نبت . والخرمان ، بالضم : الكذب ; يقال : جاء فلان بالخرمان أي بالكذب . ابن السكيت : يقال ما نبست فيه بخرماء ، يعني به الكذب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية