الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خسر ]

                                                          خسر : خسر خسرا وخسرا وخسرانا وخسارة وخسارا ، فهو خاسر وخسر ، كله : ضل . والخسار والخسارة والخيسرى : الضلال والهلاك ، والياء فيه زائدة . وفي التنزيل العزيز : والعصر إن الإنسان لفي خسر ; الفراء : لفي عقوبة بذنبه وأن يخسر أهله ومنزله في الجنة . وقال - عز وجل : خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين . وفي الحديث : ( ليس من مؤمن ولا كافر إلا وله منزل في الجنة وأهل وأزواج ، فمن أسلم سعد وصار إلى منزله ، ومن كفر صار منزله وأزواجه إلى من أسلم وسعد ) ، وذلك قوله : الذين يرثون الفردوس ; يقول : يرثون منازل الكفار ، وهو قوله : الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ; يقول : أهلكوهما ; الفراء : يقول غبنوهما . ابن [ ص: 66 ] الأعرابي : الخاسر الذي ذهب ماله وعقله أي : خسرهما . وخسر التاجر : وضع في تجارته أو غبن ، والأول هو الأصل . وأخسر الرجل إذا وافق خسرا في تجارته . وقوله - عز وجل : قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ; قال الأخفش : واحدهم الأخسر مثل الأكبر . وقوله تعالى : فما تزيدونني غير تخسير ; ابن الأعرابي : أي : غير إبعاد من الخير أي : غير تخسير لكم لا لي . ورجل خيسرى : خاسر ، وفي بعض الأسجاع : بفيه البرى ، وحمى خيبرى ، وشر ما يرى ؛ فإنه خيسرى ; وقيل : أراد خيسر فزاد للإتباع ; وقيل : لا يقال خيسرى إلا في هذا السجع ; وفي حديث عمر ذكر الخيسرى ، وهو الذي لا يجيب إلى الطعام لئلا يحتاج إلى المكافأة ، وهو من الخسار . والخسر والخسران : النقص ، وهو مثل الفرق والفرقان ، خسر يخسر خسرانا وخسرت الشيء ، بالفتح ، وأخسرته : نقصته . وخسر الوزن والكيل خسرا وأخسره : نقصه . ويقال : كلته ووزنته فأخسرته أي : نقصته . قال الله تعالى : وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ; الزجاج : أي : ينقصون في الكيل والوزن . قال : ويجوز في اللغة يخسرون ، تقول : أخسرت الميزان وخسرته ، قال : ولا أعلم أحدا قرأ يخسرون . أبو عمرو : الخاسر الذي ينقص المكيال والميزان إذا أعطى ، ويستزيد إذا أخذ . ابن الأعرابي : خسر إذا نقص ميزانا أو غيره ، وخسر إذا هلك . أبو عبيد : خسرت الميزان وأخسرته أي : نقصته . الليث : الخاسر الذي وضع في تجارته ، ومصدره الخسارة والخسر ، ويقال : خسرت تجارته أي : خسر فيها ، وربحت أي : ربح فيها . وصفقة خاسرة : غير رابحة ، وكرة خاسرة : غير نافعة . وفي التهذيب : وصفق صفقة خاسرة أي : غير مربحة ، وكر كرة خاسرة أي : غير نافعة . وفي التنزيل : تلك إذا كرة خاسرة . وقوله - عز وجل : وخسر هنالك المبطلون . وخسر هنالك الكافرون ; المعنى : تبين لهم خسرانهم لما رأوا العذاب وإلا فهم كانوا خاسرين في كل وقت . والتخسير : الإهلاك . والخناسير : الهلاك ، ولا واحد له ; قال كعب بن زهير :


                                                          إذا ما نتجنا أربعا عام كفأة بغاها خناسيرا ، فأهلك أربعا

                                                          وفي بغاها ضمير من الجد هو الفاعل ، يقول إنه شقي الجد إذا نتجت أربع من إبله أربعة أولاد هلكت من إبله الكبار أربع غير هذه ، فيكون ما هلك أكثر مما أصاب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية