الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خشش ]

                                                          خشش : خشه يخشه خشا : طعنه . وخش في الشيء يخش خشا وانخش وخشخش : دخل . وخش الرجل : مضى ونفذ . ورجل مخش : ماض جريء على هوى الليل ، ومخشف ، واشتقه ابن دريد من قولك : خش في الشيء دخل فيه ، وخش : اسم رجل ، مشتق منه . الأصمعي : خششت في الشيء دخلت فيه ; قال زهير :


                                                          فخش بها خلال الفدفد



                                                          أي : دخل بها . وانخش الرجل في القوم انخشاشا إذا دخل فيهم . وفي حديث عبد الله بن أنيس : فخرج رجل يمشي حتى خش فيهم أي : دخل ; ومنه يقال لما يدخل في أنف البعير خشاش لأنه يخش فيه أي : يدخل ; وقال ابن مقبل :


                                                          وخشخشت بالعيس في قفرة     مقيل ظباء الصريم الحرن



                                                          أي : دخلت . والخشاش ، بالكسر : الرجل الخفيف . وفي حديث عائشة ووصفت أباها - رضي الله عنهما - فقالت : خشاش المرآة والمخبر ; تريد أنه لطيف الجسم والمعنى . يقال : رجل خشاش وخشاش إذا كان حاد الرأس لطيفا ماضيا لطيف المدخل . ورجل خشاش ، بالفتح : وهو الماضي من الرجال . ابن سيده : ورجل خشاش وخشاش لطيف الرأس ضرب الجسم خفيف وقاد ; قال طرفة :


                                                          أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه     خشاش كرأس الحية المتوقد



                                                          وقد يضم . ابن الأعرابي : الخشاش والخشاش الخفيف الروح الذكي . والخشاش : الثعبان العظيم المنكر ، وقيل : هي حية مثل الأرقم أصغر منه ، وقيل : هي من الحيات الخفيفة الصغيرة الرأس ، وقيل : الحية ، ولم يقيد ، وهي بالكسر . الفقعسي : الخشاش حية الجبل لا تطني ، قال : والأفعى حية السهل ; وأنشد :


                                                          قد سالم الأفعى مع الخشاش



                                                          وقال ابن شميل : الخشاش : حية صغيرة سمراء أصغر من الأرقم . وقال أبو خيرة : الخشاش حية بيضاء قلما تؤذي ، وهي بين الحفاث والأرقم ، والجمع الخشاء . ويقال للحية خشخاش أيضا ; ومنه قوله :


                                                          أسمر مثل الحية الخشخاش



                                                          والخشاش : الشرار من كل شيء ، وخص بعضهم به شرار الطير وما لا يصيد منها ، وقيل : هي من الطير ومن جميع دواب الأرض ما لا دماغ له كالنعامة والحبارى والكروان وملاعب ظله . قال الأصمعي : الخشاش شرار الطير ، هذا وحده بالفتح . قال : وقال ابن الأعرابي : الرجل الخفيف خشاش أيضا ، رواه شمر عنه قال : وإنما سمي به خشاش الرأس من العظام وهو ما رق منه . وكل شيء رق ولطف ، فهو خشاش . وقال الليث : رجل خشاش الرأس ، فإذا لم تذكر الرأس فقل : رجل خشاش ، بالكسر . والخشاش ، بالكسر : الحشرات ، وقد يفتح . وفي الحديث : أن امرأة ربطت هرة فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ; قال أبو عبيد : يعني من هوام الأرض وحشراتها ودوابها وما أشبهها ، وفي رواية : من خشيشها ، وهو بمعناه ، ويروى بالحاء المهملة ، وهو يابس النبات وهو وهم ، وقيل : إنما هو خشيش ، بضم الخاء المعجمة ، تصغير خشاش على الحذف ، أو خشيش من غير حذف . والخشاش من دواب الأرض والطير : ما لا دماغ له ، قال : والحية لا دماغ له والنعامة لا دماغ لها والكروان لا دماغ له ، قال : كروان خشاش وحبارى خشاش سواء . أبو مسلم : الخشاش والخشاش من الدواب الصغير الرأس اللطيف ، قال : والحدأ وملاعب ظله خشاش . وفي حديث العصفور : لم ينتفع بي ولم يدعني أختش من الأرض أي : آكل من خشاشها . وفي حديث ابن الزبير ومعاوية : هو أقل في أعيننا من خشاشة . ابن سيده : قال ابن الأعرابي : هو الخشاش ، بالكسر ، فخالف جماعة اللغويين ، وقيل : إنما سمي به [ ص: 72 ] لانخشاشه في الأرض واستتاره بها ، قال : وليس بقوي . والخشاش والخشاشة : العود الذي يجعل في أنف البعير ; قال :


                                                          يتوق إلى النجاء بفضل غرب     وتقدعه الخشاشة والقفار



                                                          وجمعه أخشة . والخش : جعلك الخشاش في أنف البعير . وقال اللحياني : الخشاش ما وضع في عظم الأنف ، وأما ما وضع في اللحم فهي البرة ، خشه يخشه خشا وأخشه ; عن اللحياني . الأصمعي : الخشاش ما كان في العظم إذا كان عودا ، والعران ما كان في اللحم فوق الأنف . وخششت البعير ، فهو مخشوش . وفي حديث جابر : فانقادت معه الشجرة كالبعير المخشوش ; هو الذي يجعل في أنفه الخشاش . والخشاش مشتق من خش في الشيء إذا دخل فيه ؛ لأنه يدخل في أنف البعير ; ومنه الحديث : ( خشوا بين كلامكم لا إله إلا الله ) أي : أدخلوا . وخششت البعير أخشه خشا إذا جعلت في أنفه الخشاش . الجوهري : الخشاش ، بالكسر ، الذي يدخل في عظم أنف البعير وهو من خشب ، والبرة من صفر ، والخزامة من شعر . وفي حديثالحديبية : أنه أهدى في عمرتها جملا كان لأبي جهل في أنفه خشاش من ذهب ، قال : الخشاش عويد يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده . والخشاء والخششاء : العظم الدقيق العاري من الشعر الناتئ خلف الأذن ; قال العجاج :


                                                          في خششاوي حرة التحرير



                                                          وهما خششاوان . ونظيرها من الكلام القوباء وأصله القوباء ، بالتحريك ، فسكنت استثقالا للحركة على الواو ؛ لأن فعلاء ، بالتسكين ، ليس من أبنيتهم ، قال : وهو وزن قليل في العربية . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أن قبيصة بن جابر قال لعمر : إني رميت ظبيا وأنا محرم فأصبت خششاءه فأسن فمات ; قال أبو عبيد : الخششاء هو العظم الناشز خلف الأذن وهمزته منقلبة عن ألف التأنيث . الليث : الخششاوان عظمان ناتئان خلف الأذنين ، وأصل الخششاء على فعلاء . والخشاء ، بالفتح : الأرض التي فيها رمل ، وقيل : طين . والخشاء أيضا : أرض فيها طين وحصى ; وقال ثعلب : هي الأرض الخشنة الصلبة ، وجمع ذلك كله خشاوات وخشاشي . ويقال : أنبط في خشاء . وقيل : الخش أرض غليظة فيها طين وحصباء . والخش : القليل من المطر ; قال الشاعر :


                                                          يسائلني بالمنحنى عن بلاده     فقلت : أصاب الناس خش من القطر



                                                          والخشخشة : صوت السلاح والينبوت ، وفي لغة ضعيفة شخشخة . وكل شيء يابس يحك بعضه بعضا : خشخاش . وفي الحديث أنه قال لبلال : ( ما دخلت الجنة إلا وسمعت خشخشة ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : بلال ) ; الخشخشة : حركة لها صوت كصوت السلاح . ويقال للرجالة : الخش والحش والصف والبت ، قال : وواحد الخش خاش . ابن الأعرابي : الخشاش الغضب . يقال : قد حرك خشاشه إذا أغضبه . والخشاش : الشجاع ، بضم الخاء . قال : والخشيش الغزال الصغير . والخشيش : تصغير خش وهو التل . والخشاش : الجوالق ; وأنشد :


                                                          بين خشاش بازل جور



                                                          ورواه أبو مالك : بين خشاشي بازل . قال : وخشاشا كل شيء جنباه ; وقال شمر في قول جرير :


                                                          من كل شوشاء لما خش ناظرها     أدنت مذمرها من واسط الكور



                                                          قال : والخشاش يقع على عرق الناظر ، وعرقا الناظرين يكتنفان الأنف ؛ فإذا خشت لان رأسها ؛ فإذا جذبت ألقت مذمرها على الرحل من شدة الخشاش عليها . والمذمر : العلباوان في العنق يشرفان على الأخدعين . وقوله في الحديث : عليه خشاشان أي : بردتان ; قال ابن الأثير : إن كانت الرواية بالتخفيف فيريد خفتهما ولطفهما ، وإن كانت بالتشديد فيريد به حركتهما كأنهما كانتا مصقولتين كالثياب الجدد المصقولة . والخشخاش : الجماعة الكثيرة من الناس ، وفي المحكم : الجماعة ; قال الكميت :


                                                          في حومة الفيلق الجأواء ، إذ ركبت     قسر ، وهيضلها الخشخاش إذ نزلوا



                                                          وفي الصحاح : الخشخاش الجماعة عليهم سلاح ودروع ، وقد خشخشته فتخشخش ; قال علقمة :


                                                          تخشخش أبدان الحديد عليهم     كما خشخشت يبس الحصاد جنوب



                                                          ابن الأعرابي : يقال لصوت الثوب الجديد إذا حرك الخشخشة والنشنشة . والخش : الشيء الأسود . والخش : الشيء الأخشن . والخشخاش : نبت ثمرته حمراء ، وهو ضربان : أسود وأبيض ، واحدته خشخاشة . والخشاء : موضع النحل والدبر ; قال ذو الأصبع العدواني يصف نبلا :


                                                          قوم أفواقها ، وترصها     أنبل عدوان كلها صنعا
                                                          إما ترى نبله فخشرم خش     شاء ، إذا مس دبره لكعا



                                                          ترصها : أحكمها . وأنبل عدوان : أحذقهم بعمل النبل ; قال ابن بري : والذي في شعره مكان إما ترى :


                                                          فنبله صيغة كخشرم خش     شاء ، إذا مس دبره لكعا



                                                          لأن إما ليس له جواب في هذا البيت ولا فيما بعده ; قال : وإنما ذكر الشاعر إما في بيت يلي هذا وهو :


                                                          إما ترى قوسه فنابية ال     أرز هتوف ، بحالها ضلعا



                                                          وقوله : فنابية ، الفاء جواب إما ، ونابية خبر مبتدأ أي : هي ما نبا من الأرز وارتفع . وهتوف : ذات صوت . وقوله : لكعا بمعنى لسع . وخش : الطيب ، بالفارسية ، عربته العرب . وقالوا في المرأة خشة كأن هذا اسم [ ص: 73 ] لها ; قال ابن سيده : أنشدني بعض من لقيته لمطيع بن إياس يهجو حمادا الراوية :


                                                          نح السوءة السوآ     ء يا حماد ، عن خشه
                                                          عن التفاحة الصفرا     ء ، والأترجة الهشه



                                                          وخشاخش : رمل بالدهناء ; قال جرير :


                                                          أوقدت نارك واستضأت بحزنة     ومن الشهود خشاخش والأجرع



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية