الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 656 ] 410

ثم دخلت سنة عشر وأربعمائة

[ ذكر القبض على الوزير ابن ماكولا ]

في هذه السنة قبض الملك جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة على وزيره أبي سعد عبد الواحد بن علي بن ماكولا ، وكان ابن عمه أبو جعفر محمد بن مسعود كاتبا فاضلا ، وكان يعرض الديلم لعضد الدولة ، ولأبي سعد شعر منه :


وإن لقائي للشجاع لهين ولكن حمل الضيم منه شديد     إذا كان قلب القرن ينبو عن الوغى
فإن جناني جلمد وحديد



[ الوفيات ]

وفيها توفي وثاب بن سابق النميري ، صاحب حران ، وأبو الحسن بن أسد الكاتب ، وأبو بكر محمد بن عبد السلام الهاشمي القاضي بالبصرة ، وأبو الفضل ( عبد الواحد بن عبد العزيز ) التميمي ، ( الفقيه الحنبلي البغداذي ) ، عم أبي محمد .

قال أبو الفضل : سمعت أبا الحسن بن القصاب الصوفي قال : دخلت أنا وجماعة إلى البيمارستان ببغداذ ، فرأينا شابا مجنونا شديد الهوس فولعنا به ، فرد بفصاحة وقال : انظروا إلى شعور مطررة . وأجساد معطرة . . . وقد جعلوا اللهو صناعة .

[ ص: 657 ] واللعب بضاعة . وجانبوا العلم رأسا . فقلت : أتعرف شيئا من العلم فنسألك ؟ قال : نعم إن عندي علما جما ، فاسألوني .

فقال بعضنا : من الكريم في الحقيقة ؟ قال : من رزق أمثالكم ، وأنتم لا تساوون ثومة . فأضحكنا . فقال آخر : من أقل الناس شكرا ؟ فقال : من عوفي من بلية ثم رآها في غيره فترك الاعتبار ، فإن الشكر عليها واجب . فأبكانا بعد أن أضحكنا . فقلنا : ما الظرف ؟ قال : خلاف ما أنتم عليه . ثم قال : اللهم إن لم ترد عقلي ، فرد يدي لأصفع كل واحد منهم صفعة ! فتركناه وانصرفنا .

وفيها مات الأصيفر المنتفقي الذي كان يؤذي الحاج في طريقهم ، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ الأصبهاني ، وعبد الصمد بن بابك ( أبو القاسم ) الشاعر ، قدم على الصاحب بن عباد فقال : أنت ابن بابك فقال : أنا ابن بابك ، فاستحسن قوله .

التالي السابق


الخدمات العلمية