الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خشن ]

                                                          خشن : الخشن والأخشن : الأحرش من كل شيء ; قال :


                                                          والحجر الأخشن والثنايه



                                                          وجمعه خشان والأنثى خشنة وخشناء ; أنشد ابن الأعرابي يعني جلة التمر :


                                                          وقد لففا خشناء ليست بوخشة     تواري سماء البيت مشرفة القتر



                                                          خشن خشنة وخشانة وخشونة ومخشنة ، فهو خشن أخشن ، والمخاشنة في الكلام ونحوه . ورجل أخشن : خشن . والخشونة : ضد اللين ، وقد خشن ، بالضم ، فهو خشن . واخشوشن الشيء : اشتدت خشونته ، وهو للمبالغة كقولهم أعشبت الأرض واعشوشبت ، والجمع خشن ; قال الراجز :


                                                          تعلمن يا زيد ، يا ابن زين     لأكلة من أقط وسمن
                                                          وشربتان من عكي الضأن     ألين مسا في حوايا البطن
                                                          من يثربيات قذاذ خشن     يرمي بها أرمى من ابن تقن



                                                          يعني به الجدد . وفي الحديث : أخيشن في ذات الله ; هو تصغير الأخشن للخشن . وتخشن واخشوشن الرجل : لبس الخشن وتعوده أو أكله أو تكلم به أو عاش عيشا خشنا ، وقال قولا فيه خشونة . وفي حديث عمر - رضي الله عنه : اخشوشنوا ، في إحدى رواياته ، وفي حديثه الآخر أنه قال لابن عباس : نشنشة من أخشن ; أي : حجر من جبل ، والجبال توصف بالخشونة . وفي حديث ظبيان : ذنبوا خشانه ; الخشان : ما خشن من الأرض ، ومعنى خشن دون معنى اخشوشن لما فيه من تكرير العين وزيادة الواو ، وكذلك كل ما كان من هذا كاعشوشب ونحوه . واستخشنه : وجده خشنا ، وفي حديث علي - رضي الله عنه - يذكر العلماء الأتقياء : واستلانوا ما استخشن المترفون . وخاشنه : خشن عليه ، يكون في القول والعمل . وفلان خشن الجانب أي : صعب لا يطاق . وإنه لذو خشنة وخشونة ومخشنة إذا كان خشن الجانب . وفي الثوب وغيره خشونة ، وملاءة خشناء : فيها خشونة إما من الجدة ، وإما من العمل . والخشناء : الأرض الغليظة . وأرض خشناء : فيها حجارة ورمل كخشاء . وكتيبة خشناء : كثيرة السلاح . وفي حديث الخروج إلى أحد : فإذا بكتيبة خشناء ; أي : كثيرة السلاح خشنته ، ومعشر خشن ، ويجوز تحريكه في الشعر ; وأنشد ابن بري :


                                                          إذا لقام بنصري معشر خشن     عند الحفيظة ، إن ذو لوثة لانا



                                                          قال : هو مثل فطن وفطن ; قال قيس بن عاصم في فطن :


                                                          لا يفطنون لعيب جارهم     وهم لحفظ جواره فطن



                                                          وخاشنته : خلاف لاينته . وخشنت صدره تخشينا : أوغرت ; قال عنترة :


                                                          لعمري ! لقد أعذرت ، لو تعذرينني     وخشنت صدرا جيبه لك ناصح



                                                          والخشنة : الخشونة ; قال حكيم بن مصعب :


                                                          تشكى إلي الكلب خشنة عيشه     وبي مثل ما بالكلب أو بي أكثر



                                                          وقال شمر : اخشوشن عليه صدره وخشن عليه صدره إذا وجد عليه . والخشناء والخشيناء : بقلة خضراء ورقها قصير مثل الرمرام ، غير أنها أشد اجتماعا ، ولها حب تكون في الروض والقيعان ، سميت بذلك لخشونتها ; وقال أبو حنيفة : الخشيناء بقلة تنفرش على الأرض ، خشناء في المس لينة في الفم ، لها تلزج كتلزج الرجلة ، ونورتها صفراء كنورة المرة ، وتؤكل وهي مع ذلك مرعى . وخشينة : بطن من بطون العرب ، والنسبة إليهم خشني . وبنو خشناء وخشين : حيان ، وقد سموا أخشن ومخاشنا وخشينا وخشنا . وأخشن : جبل . وروى ابن الأعرابي هذا المثل : شنشنة أعرفها من أخشن ، وفسره بأنه اسم جبل ، قال : ومن قال أعرفها من أخزم ؛ فهو اسم رجل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية