الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خفر ]

                                                          خفر : الخفر ، بالتحريك : شدة الحياء ; تقول منه : خفر ، بالكسر ، وخفرت المرأة خفرا وخفارة ; الأخيرة عن ابن الأعرابي ، فهي خفرة ، على الفعل ، ومتخفرة وخفير من نسوة خفائر ، ومخفار على النسب أو الكثرة ; قال :


                                                          دار لجماء العظام مخفار



                                                          وتخفرت : اشتد حياؤها . والتخفير : التسوير . وخفر الرجل وخفر به وعليه يخفر خفرا : أجاره ومنعه وأمنه ، وكان له خفيرا يمنعه ، وكذلك تخفر به . وخفره : استجار به وسأله أن يكون له خفيرا ، وخفره تخفيرا ; قال أبو جندب الهذلي :


                                                          ولكنني جمر الغضا ، من ورائه     يخفرني سيفي ، إذا لم أخفر



                                                          وفلان خفيري أي : الذي أجيره . والخفير : المجير ، فكل واحد منهم خفير لصاحبه ، والاسم من ذلك كله الخفرة والخفارة والخفارة ، بالفتح والضم ، وقيل : الخفرة والخفارة والخفارة والخفارة الأمان ، وهو من ذلك الأول . والخفرة أيضا : الخفير الذي هو المجير . الليث : خفير القوم مجيرهم الذي يكونون في ضمانه ما داموا في بلاده ، وهو يخفر القوم خفارة . والخفارة : الذمة ، وانتهاكها إخفار . والخفارة والخفارة والخفارة أيضا : جعل الخفير ; وخفرته خفرا وخفورا . ويقال : أخفرته إذا بعثت معه خفيرا ; قاله أبو الجراح العقيلي ، والاسم الخفرة ، بالضم ، وهي الذمة . يقال : وفت خفرتك ، وكذلك الخفارة ، بالضم ، والخفارة ، بالكسر . وأخفره : نقض عهده وخاس به وغدره . وأخفر الذمة : لم يف بها . وفي الحديث : ( من صلى الغداة فإنه في ذمة الله فلا تخفرن الله في ذمته ) ; أي : لا تؤذوا المؤمن ; قال زهير :


                                                          فإنكم ، وقوما أخفروكم     لكالديباج مال به العباء



                                                          والخفور : هو الإخفار نفسه من قبل المخفر ، من غير فعل ، على خفر يخفر . شمر : خفرت ذمة فلان خفورا إذا لم يوف بها ولم تتم ; وأخفرها الرجل ; وقال الشاعر :


                                                          فواعدني وأخلف ثم ظني     وبئس خليقة المرء الخفور !



                                                          وهذا من خفرت ذمته خفورا . وخفرت الرجل : أجرته وحفظته . [ ص: 111 ] وخفرته إذا كنت له خفيرا أي : حاميا وكفيلا . وتخفرت به إذا استجرت به . والخفارة بالكسر والضم : الذمام . وأخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه ، والهمزة فيه للإزالة أي : أزلت خفارته ، كأشكيته إذا أزلت شكواه ; قال ابن الأثير : وهو المراد في الحديث . وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه : من ظلم من المسلمين أحدا فقد أخفر الله ، وفي رواية : ذمة الله . وفي حديث آخر : من صلى الصبح فهو في خفرة الله أي : في ذمته . وفي بعض الحديث : الدموع خفر العيون ; الخفر جمع خفرة ، وهي الذمة ، أي : أن الدموع التي تجري خوفا من الله تعالى تجير العيون من النار ; كقوله - صلى الله عليه وسلم : ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله تعالى ) . وفي حديث لقمان بن عاد : حيي خفر ; أي : كثير الحياء والخفر . والخفر ، بالفتح : الحياء ; ومنه حديث أم سلمة لعائشة : غض الأطراف وخفر الأعراض أي : الحياء من كل ما يكره لهن أن ينظرن إليه ، فأضافت الخفر إلى الأعراض أي : الذي تستعمله لأجل الإعراض ; ويروى : الأعراض ، بالفتح ، جمع العرض ، أي : أنهن يستحيين ويتسترن لأجل أعراضهن وصونها . والخافور : نبت ; قال أبو حنيفة : هو نبات تجمعه النمل في بيوتها ; قال أبو النجم :


                                                          وأتت النمل القرى بعيرها     من حسك التلع ، ومن خافورها



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية