الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خلأ ]

                                                          : الخلاء في الإبل كالحران في الدواب . خلأت الناقة تخلأ خلأ وخلاء ، بالكسر والمد ، وخلوءا ، وهي خلوء : بركت ، أو حرنت من غير علة ; وقيل إذا لم تبرح مكانها ، وكذلك الجمل ، وخص بعضهم به الإناث من الإبل ، وقال في الجمل : ألح ، وفي الفرس : حرن ; قال : ولا يقال للجمل : خلأ ; يقال : خلأت الناقة ، وألح الجمل ، وحرن الفرس ; وفي الحديث : أن ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - خلأت به يوم الحديبية ، فقالوا : خلأت القصواء ; فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ما خلأت ، وما هو لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل . قال زهير يصف ناقة :


                                                          بآرزة الفقارة لم يخنها قطاف في الركاب ، ولا خلاء



                                                          قال الراجز يصف رحى يد فاستعار ذلك لها :


                                                          بدلت ، من وصل الغواني البيض     كبداء ملحاحا على الرضيض
                                                          تخلأ إلا بيد القبيض



                                                          القبيض : الرجل الشديد القبض على الشيء ; والرضيض : حجارة المعادن فيها الذهب والفضة ; والكبداء : الضخمة الوسط : يعني رحى تطحن حجارة المعدن ; وتخلأ : تقوم فلا تجري . وخلأ الإنسان يخلأ خلوءا : لم يبرح مكانه ، وقال اللحياني : خلأت الناقة تخلأ خلاء ، وهي ناقة خالئ بغير هاء ، إذا بركت فلم تقم ؛ فإذا قامت ولم تبرح قيل : حرنت تحرن حرانا ، وقال أبو منصور : والخلاء لا يكون إلا للناقة ، وأكثر ما يكون الخلاء منها إذا ضبعت ، تبرك فلا تثور . وقال ابن شميل : يقال للجمل : خلأ يخلأ خلاء : إذا برك فلم يقم . قال : ولا يقال : خلأ إلا للجمل . قال أبو منصور : لم يعرف ابن شميل الخلاء فجعله للجمل خاصة ، وهو عند العرب للناقة ، وأنشد قول زهير :


                                                          بآرزة الفقارة لم يخنها



                                                          والتخلئ : الدنيا ، وأنشد أبو حمزة :


                                                          لو كان ، في التخلئ ، زيد ما نفع     لأن زيدا عاجز الرأي لكع



                                                          ويقال : تخلئ وتخلئ ، وقيل : هو الطعام والشراب ; يقال : لو كان في التخلئ ما نفعه . وخالأ القوم : تركوا شيئا وأخذوا في غيره ، حكاه ثعلب ; وأنشد :


                                                          فلما فنى ما في الكنائن خالئوا     إلى القرع من جلد الهجان المجوب



                                                          يقول : فزعوا إلى السيوف والدرق . وفي حديث أم زرع : كنت لك كأبي زرع لأم زرع في الألفة والرفاء لا في الفرقة والخلاء . الخلاء ، بالكسر والمد : المباعدة والمجانبة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية