الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة

                                                                                                                804 حدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة وهو الربيع بن نافع حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول حدثني أبو أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى يعني ابن حسان حدثنا معاوية بهذا الإسناد مثله غير أنه قال وكأنهما في كليهما ولم يذكر قول معاوية بلغني

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران ) قالوا : سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما . وفيه : جواز قول سورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة وشبهها ، ولا كراهة في ذلك ، وكرهه بعض المتقدمين وقال : إنما يقال السورة التي يذكر فيها آل عمران ، والصواب الأول ، وبه قال الجمهور ؛ لأن المعنى معلوم .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم : ( فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان ) قال أهل اللغة : الغمامة والغياية ، كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغبرة وغيرهما . قال العلماء : المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم : ( أو كأنما فرقان من طير صواف ) . وفي الرواية الأخرى : ( كأنهما حزقان من طير صواف ) [ ص: 416 ] الفرقان بكسر الفاء وإسكان الراء ، والحزقان بكسر الحاء المهملة وإسكان الزاي ومعناهما واحد ، وهما قطيعان وجماعتان ، يقال في الواحد : فرق وحزق وحزيقة أي جماعة .




                                                                                                                الخدمات العلمية