الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خمط ]

                                                          خمط : قال الله - عز وجل - في قصة أهل سبأ : [ ص: 159 ] وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل ؛ قال الليث : الخمط ضرب من الأراك له حمل يؤكل ، وقال الزجاج : يقال لكل نبت قد أخذ طعما من مرارة حتى لا يمكن أكله خمط ، وقال الفراء : الخمط في التفسير ثمر الأراك وهو البرير ، وقيل : شجر له شوك ، وقيل : الخمط في الآية شجر قاتل أو سم قاتل ، وقيل : الخمط الحمل القليل من كل شجرة ، والخمط شجر مثل السدر وحمله كالتوت ، وقرئ : " ذواتي أكل خمط " ، بالإضافة . قال ابن بري : من جعل الخمط الأراك فحق القراءة بالإضافة لأن الأكل للجني فأضافه إلى الخمط ، ومن جعل الخمط ثمر الأراك فحق القراءة أن تكون بالتنوين ، ويكون الخمط بدلا من الأكل ، وبكل قرأته القراء . ابن الأعرابي : الخمط ثمر يقال له فسوة الضبع على صورة الخشخاش ، يتفرك ولا ينتفع به . وقد خمط اللحم يخمطه خمطا ، فهو خميط : شواه ، وقيل : شواه فلم ينضجه . وخمط الحمل والشاة والجدي يخمطه خمطا ، وهو خميط : سلخه ونزع جلده وشواه ، فإذا نزع عنه شعره وشواه فهو السميط ، وقيل : الخمط بالنار ، والسمط بالماء . والخميط : المشوي ، والسميط : الذي نزع عنه شعره . والخماط : الشواء ؛ قال رؤبة :


                                                          شاك يشك خلل الآباط شك المشاوي نقد الخماط



                                                          أراد بالمشاوي : السفافيد تدخل في خلل الآباط ، قال : والخماط السماط ، الواحد خامط وسامط . والخمطة : ريح نور الكرم وما أشبهه مما له ريح طيبة وليست بشديدة الذكاء طيبا . والخمطة : الخمر التي أخذت ريحا ، وقالاللحياني : الخمطة التي قد أخذت شيئا من الريح كريح النبق والتفاح . يقال : خمطت الخمر ، وقيل : الخمطة الحامضة مع ريح ؛ قال أبو ذؤيب :


                                                          عقار كماء الني ليست بخمطة     ولا خلة يكوي الوجوه شهابها



                                                          ويروى : يكوي الشروب شهابها . وقيل : إذا أعجلت عن الاستحكام في دنها فهي خمطة . وكل طري أخذ طعما ولم يستحكم ، فهو خمط ؛ وقال خالد بن زهير الهذلي :


                                                          ولا تسبقن للناس مني بخمطة     من السم مذرور عليها ذرورها



                                                          يعني طرية حديثة كأنها عنده أحد ؛ وقال المتنخل :


                                                          مشعشعة كعين الديك فيها     حمياها من الصهب الخماط



                                                          اختارها حديثة ، واختارها أبو ذؤيب عتيقة ، ولذلك قال : ليست بخمطة . وقال أبو حنيفة : الخمطة الخمرة التي أعجلت عن استحكام ريحها فأخذت ريح الإدراك كريح التفاح ولم تدرك بعد ، ويقال : هي الحامضة ، وقال أبو زيد : الخمطة أول ما تبتدئ في الحموضة قبل أن تشتد ، وقال السكري في بيت خالد بن زهير الهذلي : عنى بالخمطة اللوم والكلام القبيح . ولبن خمط وخامط : طيب الريح ، وقيل : هو الذي قد أخذ شيئا من الريح كريح النبق أو التفاح ، وكذلك سقاء خامط ، خمط يخمط خمطا وخموطا وخمط خمطا ، وخمطته وخمطته رائحته ، وقيل : خمطه أن يصير كالخطمي إذا لجنه وأوخفه ، وقيل : الخمط الحامض ، وقيل : هو المر من كل شيء ؛ وذكر أبو عبيدة أن اللبن إذا ذهب عنه حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه فهو سامط ، فإن أخذ شيئا من الريح فهو خامط ، فإن أخذ شيئا من طعم فهو ممحل ، فإذا كان فيه طعم الحلاوة فهو قوهة . اليزيدي : الخامط الذي يشبه ريحه ريح التفاح ، وكذلك الخمط أيضا ؛ قال ابن أحمر :


                                                          وما كنت أخشى أن تكون منيتي     ضريب جلاد الشول خمطا وصافيا



                                                          التهذيب : لبن خمط وهو الذي يحقن في سقاء ثم يوضع على حشيش حتى يأخذ من ريحه فيكون خمطا طيب الريح طيب الطعم . والخمط من اللبن : الحامض . وأرض خمطة وخمطة : طيبة الرائحة ، وقد خمطت وخمطت . وخمط السقاء وخمط خمطا وخمطا ، فهو خمط : تغيرت رائحته ، ضد . سيبويه : وهي الخمطة . وتخمط الفحل : هدر . وخمط الرجل وتخمط : غضب وتكبر وثار ؛ قال :


                                                          إذا تخمط جبار ثنوه إلى     ما يشتهون ولا يثنون إن خمطوا



                                                          والتخمط : التكبر ، قال :


                                                          إذا رأوا من ملك تخمطا     أو خنزوانا ضربوه ما خطا



                                                          ومنه قول الكميت :


                                                          إذا ما تسامت للتخمط صيدها



                                                          الأصمعي : التخمط الأخذ والقهر بغلبة ؛ وأنشد :


                                                          إذا مقرم منا ذرا حد نابه     تخمط فينا ناب آخر مقرم



                                                          ورجل متخمط : شديد الغضب له ثورة وجلبة . وفي حديث رفاعة قال : الماء من الماء ، فتخمط عمر أي غضب . ويقال للبحر إذا التطمت أمواجه : إنه لخمط الأمواج . وبحر خمط الأمواج : مضطربها ؛ قال سويد بن أبي كاهل :


                                                          ذو عباب زبد آذيه     خمط التيار يرمي بالقلع



                                                          يعني بالقلع الصخر أي يرمي بالصخرة العظيمة . وتخمط البحر : التطم أيضا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية