الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خمم ]

                                                          خمم : خم البيت والبئر يخمهما خما واختمهما : كنسهما ، والاختمام مثله . والمخمة : المكنسة . وخمامة البيت والبئر : ما كسح عنه من التراب فألقي بعضه على بعض ؛ عن اللحياني . والخمامة والقمامة : الكناسة ، وما يخم من تراب البئر . وخمامة المائدة : ما ينتثر من الطعام فيؤكل ويرجى عليه الثواب . وقلب مخموم أي نقي من الغل والحسد . ورجل مخموم القلب : نقي من الغش والدغل ، وقيل : نقيه من الدنس . وفي الحديث عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم : خير الناس المخموم القلب . قيل : يا رسول الله ! وما المخموم القلب ؟ قال : الذي لا غش فيه ولا حسد ، وفي رواية : سئل أي الناس أفضل ؟ قال : ( الصادق اللسان المخموم القلب ، وفي رواية : ذو القلب المخموم واللسان الصادق ، وهو من خممت البيت إذا كنسته ؛ ومثله قول مالك : وعلى الساقي خم العين أي كنسها وتنظيفها ، وهو السم لا يخم ، وذلك إذا كان خالصا ؛ ومثل يضرب للرجل إذا ذكر بخير وأثني عليه : هو السمن لا يخم . والخم : الثناء الطيب . وفلان يخم ثياب فلان إذا كان يثني عليه خيرا . وفي النوادر : يقال خمه بثناء [ ص: 161 ] حسن يخمه ، وطره يطره طرا ، وبله بثناء حسن ورشه ، كل هذا إذا أتبعه بقول حسن . وخم الناقة : حلبها . وخم اللحم يخم ، بالكسر ، ويخم خما وخموما وهو خم ، وأخم : أنتن أو تغيرت رائحته . ولحم خام ومخم أي منتن . الليث : اللحم المخم الذي قد تغيرت ريحه ولما يفسد كفساد الجيف . وقد خم اللحم يخم ، بالكسر ، إذا أنتن وهو شواء أو طبيخ . وفي حديث معاوية : من أحب أن يستخم الناس له قياما ، قال الطحاوي : هو بالخاء المعجمة ، يريد أن تتغير روائحهم من طول قيامهم عنده ، ويروى بالجيم ، وقد تقدم ؛ قال ابن دريد : خم اللحم أكثر ما يستعمل في المطبوخ والمشوي ، قال : فأما النيء فيقال فيه صل وأصل . وقال أبو عبيد في الأمثلة : خم اللحم وأخم إذا تغير وهو شواء أو قدير ، وقيل : هو الذي ينتن بعد النضج . وإذا خبث ريح السقاء فأفسد اللبن قيل : أخم اللبن ، قال : وخم مثله ؛ وأنشد الأزهري :


                                                          أخم أو قد هم بالخموم



                                                          والخميم : اللبن ساعة يحلب . وخم اللبن وأخم : غيره خبث رائحة السقاء ، وربما استعمل الخموم في الإنسان ؛ قال ذروة بن خجفة الصموتي :


                                                          يا ابن هشام عصر المظلوم     إليك أشكو جنف الخصوم
                                                          وشمة من شارف مزكوم     قد خم أو زاد على الخموم



                                                          وأنشده ابن دريد بجر شمة . والمعروف وشمة لقوله إليك أشكو ، وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          كأن صوت شخبها إذا خمى



                                                          إنما أراد خم فأبدل من الميم الأخيرة ياء ، وهذا كقولهم لا أملاه أي لا أمله . والخم : تغير رائحة القرص إذا لم ينضج . والخم : قفص الدجاج ؛ قال ابن سيده : أرى ذلك لخبث رائحته . وخم إذا جعل في الخم وهو حبس الدجاج ، وخم إذا نظف . والخميم : الممدوح . والخميم : الثقيل الروح . والخم : البكاء الشديد ، بفتح الخاء . والخمامة : ريشة فاسدة رديئة تحت الريش . والخم والاختمام : القطع . واختمه : قطعه ؛ قال :


                                                          يا ابن أخي كيف رأيت عمكا     أردت أن تختمه فاختمكا



                                                          وخمان الناس : خشارتهم ، وقيل : جماعتهم . ابن الأعرابي : خمان الناس ونتاش الناس وعوذ الناس واحد . وقال اللحياني : رأيت خمانا من الناس أي ضعفاء . ويقال : ذاك رجل من خمان الناس وخمان الناس ، على فعلان وفعلان ، بالضم والفتح ، أي من رذالهم . وخمان البيت : رديء متاعه ؛ قال ابن دريد : هكذا روي عن أبي الخطاب . والخم : البستان الفارغ . وخمان : موضع ، وقيل : موضع بالشام ؛ قال حسان بن ثابت :


                                                          لمن الدار أوحشت بمغان     بين أعلى اليرموك فالخمان



                                                          وخمان الشجر : رديئه ؛ أنشد ثعلب :


                                                          رألة منتتف بلعومها     تأكل القت وخمان الشجر



                                                          والخمان أيضا من الرماح : الضعيف . وخم : غدير معروف بين مكة والمدينة بالجحفة ، وهو غدير خم ، وقال ابن دريد : إنما هو خم ، بضم الخاء ؛ قال معن بن أوس :


                                                          عفا وخلا ممن عهدت به خم     وشاقك بالمسحاء من سرف رسم



                                                          وورد ذكره في الحديث ، قال ابن الأثير : هو موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين هناك ، وبينهما مسجد سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وفي الحديث ذكر خمى ، بضم الخاء وتشديد الميم المفتوحة ، وهي بئر قديمة كانت بمكة . وإخميم : موضع بمصر . وخمام ، على مثل خطاف : أبو بطن . قال ابن سيده : وأرى ابن دريد إنما قال خمام ، بالتخفيف . والخمخمة والتخمخم : ضرب من الأكل قبيح ، وبه سمي الخمخام ، ومنه التخمخم . والخمخم ، بالكسر : نبات تعلف حبه الإبل ؛ قال عنترة :


                                                          ما راعني إلا حمولة أهلها     وسط الديار تسف حب الخمخم



                                                          ويقال : هو بالحاء ، قال أبو حنيفة : الخمخم والحمحم واحد ، وقد تقدم ، وهو الشقارى . التهذيب في ترجمة " ثغر " : والثغر من خيار العشب ، ولها زغب خشن ، وكذلك الخمخم ، ويوضع الثغر والخمخم في العين ؛ قال ابن هرمة :


                                                          فكأنما اشتملت مواقي عينه     يوم الفراق على يبيس الخمخم



                                                          والخمخمة : مثل الخنخنة ، وهو أن يتكلم الرجل كأنه مخنون من التيه والكبر . وضرع خمخم : كثير اللبن غزيره ؛ قال أبو وجزة :


                                                          وحببت أسقية عواكما     وفرغت أخرى لها خماخما



                                                          والخمخام : رجل من بني سدوس ، سمي بالخمخمة الخنخنة ، وكل ما في أسماء الشعراء ابن حمام ، بالحاء ، إلا ابن خمام ، وهو ثعلبة بن خمام بن سيار ، فإنه بالخاء . والخمخم : دويبة في البحر ؛ عن كراع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية