الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( باب كيف كان كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )

هذا كما وقع في أول كتاب صحيح البخاري ، وقد كتبت عليه رسالة مستقلة في بيان ما يتعلق به من الإعراب بلا أغراب بالتماس بعض أهل الفضل من ذوي الألباب ، وقد ضبط الباب هذا منونا ، وغير منون ، ويحتمل تسكينه على التعداد ، وأما على الأولين ; فهو خبر مبتدأ محذوف هو هذا، بهذا معروف ، وما بعده على تقدير القطع جملة مستقلة مستأنفة لمقصود الترجمة ، وكيف منصوب المحل على الخبرية إن كانت كان ناقصة ، وعلى الحالية إن كانت تامة ، وقدم في هذا المقام لوجوب تصدير الاستفهام ، وعلى تقدير الإضافة بقدر مضاف آخر ليتم المعنى المأخوذ من المبني أي هذا باب جواب كيف كان أو بيان كيف كان ، وسبب التقدير أن لفظ باب لا يضاف إلى الجملة على الصواب ، ولذا قيل إن إضافته إلى الجملة كلا إضافة .

وبهذا ظهر ضعف ما قال الحنفي : يمكن أن يكون الباب مضافا إلى الجملة المصدرية بكيف ، والمعنى باب كيفية كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر كلاما خارجا عما نحن فيه هذا وروى الحاكم ، وصححه أن أهل الجنة

[ ص: 10 ] يتكلمون بلغة محمد - صلى الله عليه وسلم - وفي الجامع الصغير أحب العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي .

رواه الطبراني والحاكم ، والبيهقي عن ابن عباس ، وروى أبو نعيم عن عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما لك أفصحنا ، ولم تخرج من بين أظهرنا قال : كانت لغة إسماعيل درست أي ماتت فصاحتها ، فجاءني بها جبريل ; فحفظتها ، وروى العسكري لكن بسند ضعيف أنهم قالوا : نحن بنو أب واحد ، ونشأنا في بلد واحد ، وإنك تكلم العرب بلسان ما نفهم أكثره ، فقال : إن الله تعالى أدبني ; فأحسن تأديبي ، ونشأت في بني سعد بن بكر ، وأما حديث أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش ; فصرح الحفاظ بأنه موضوع .

التالي السابق


الخدمات العلمية