الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 95 ) باب الرخصة في إعطاء الإمام المظاهر من الصدقة ما يكفر به عن ظهاره ، إذا لم يكن واجدا للكفارة .

              2378 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي [ 243 - أ ] ، والحسن بن محمد الزعفراني ، ومحمد بن يحيى ، وأحمد بن سعيد الدارمي ، وأحمد بن الخليل قالوا : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سليمان بن يسار ، عن سلمة بن صخر الأنصاري قال : كنت امرأ قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري ، فلما دخل رمضان تظاهرت من امرأتي مخافة أن أصيب منها شيئا في بعض الليل ، فأتتابع في ذلك ، فلا أستطيع أن أنزع حتى يدركني الصبح ، فبينا هي ذات ليلة تخدمني إذ تكشف لي منها شيء فوثبت عليها ، فلما أصبحت غدوت على قومي ، فأخبرتهم خبري ، فقلت : انطلقوا معي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 1145 ] فلأخبره . قالوا : لا والله ، لا نذهب معك ، نخاف أن ينزل فينا قرآن ، أو يقول فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالة يبقى علينا عارها ، فاذهب أنت واصنع ما بدا لك ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته خبري قال : " أنت بذاك ؟ " قال : أنا بذاك ، وهأنذا فأمض في حكم الله فإني صابر محتسب ، قال : " أعتق رقبة " ، فضربت صفحة رقبتي بيدي ، فقلت : والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها ، قال : " صم شهرين متتابعين " قال : قلت : يا رسول الله ، وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام ؟ قال : " أطعم ستين مسكينا " ، قلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ، لقد بتنا ليلتنا هذه وحشا ما نجد عشاء ، قال : " فانطلق إلى صاحب الصدقة ، صدقة بني زريق ، فمره فليدفعها إليك ، فأطعم منها وسقا وستين مسكينا ، واستعن بسائرها على عيالك ، فأتيت قومي " ، فقلت : وجدت عندكم الضيق .

              قال أبو بكر : لم أفهم عن الدورقي ما بعدها ، وقال الآخرون : وجدت عندكم الضيق ، وسوء الرأي ، ووجدت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السعة والبركة ، قد أمر لي بصدقتكم فادفعوها إلي ، قال : فدفعوها إلي ، وقال بعضهم : حساء
              .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية