الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أنح ]

                                                          أنح : أنح يأنح أنحا وأنيحا وأنوحا : وهو مثل الزفير يكون من الغم والغضب والبطنة والغيرة ، وهو أنوح ; قال أبو ذؤيب :


                                                          سقيت به دارها إذ نأت وصدقت الخال فينا الأنوحا



                                                          الخال : المتكبر . وفرس أنوح إذا جرى فزفر ; قال العجاج :


                                                          جرية لا كاب ولا أنوح



                                                          والأنوح : مثل النحيط ، قال الأصمعي : هو صوت مع تنحنح . ورجل أنوح : كثير التنحنح . وأنح يأنح أنحا وأنيحا وأنوحا إذا تأذى وزحر من ثقل يجده من مرض أو بهر ، كأنه يتنحنح ولا يبين فهو آنح . وقوم أنح مثل راكع وركع ; قال أبو حية النميري :


                                                          تلاقيتهم يوما على قطرية     وللبزل مما في الخدور ، أنيح



                                                          يعني من ثقل أردافهن . والقطرية : يريد بها إبلا منسوبة إلى قطر ، موضع بعمان ، وقال آخر :


                                                          يمشي قليلا خلفها ويأنح



                                                          ومن ذلك قول قطري بن الفجاءة قال يصف نسوة : ثقال الأرداف قد أثقلت البزل فلها أنيح في سيرها ; وقبله :


                                                          ونسوة شحشاح غيور نهبنه     على حذر يلهون وهو مشيح



                                                          والشحشاح والشحشح : الغيور . والمشيح : الجاد في أمره ، والحذر أيضا . وفي حديث عمر : أنه رأى رجلا يأنح ببطنه أي يقله مثقلا به من الأنوح ، وهو صوت يسمع من الجوف معه نفس وبهر ونهيج ، يعتري السمين من الرجال . والآنح على مثال فاعل ، والأنوح والأناح ، هذه الأخيرة عن اللحياني : الذي إذا سئل تنحنح بخلا ، والفعل كالفعل ، والمصدر كالمصدر ، والهاء في كل ذلك لغة أو بدل ، وكذلك الأنح ، بالتشديد ; قال رؤبة :


                                                          كز المحيا أنح إرزب



                                                          وقال آخر :


                                                          أراك قصيرا ثائر الشعر أنحا     بعيدا عن الخيرات والخلق الجزل



                                                          التهذيب في ترجمة أزح : الأزوح من الرجال الذي يستأخر عن المكارم ، والأنوح مثله ; وأنشد :


                                                          أزوح أنوح لا يهش إلى الندى     قرى ما قرى للضرس بين اللهازم



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية