الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خيف ]

                                                          خيف : خيف البعير والإنسان والفرس وغيره خيفا ، وهو أخيف بين الخيف ، والأنثى خيفاء إذا كانت إحدى عينيه سوداء كحلاء والأخرى زرقاء . وفي الحديث في صفة أبي بكر - رضي الله عنه : أخيف بني تيم ؛ الخيف في الرجل أن تكون إحدى عينيه زرقاء والأخرى سوداء ، والجمع خوف ، وكذلك هو من كل شيء . والأخياف : الضروب المختلفة في الأخلاق والأشكال . والأخياف من الناس : الذين أمهم واحدة وآباؤهم شتى . يقال : الناس أخياف أي لا يستوون ، ويقال ذلك في الإخوة ، يقال : إخوة أخياف . والأخياف : اختلاف الآباء وأمهم واحدة ، ومنه قيل : الناس أخياف أي مختلفون . وخيفت المرأة أولادها : جاءت بهم مختلفين . وتخيفت الإبل في المرعى وغيره : اختلفت وجوهها ؛ عن اللحياني . والخافة : خريطة من أدم تكون مع مشتار العسل ، وقيل : هي سفرة كالخريطة مصعدة قد رفع رأسها للعسل ، قيل : سميت بذلك لتخيف ألوانها أي اختلافها ، قال الليث : تصغيرها خويفة واشتقاقها من الخوف ، وهي جبة من أدم يلبسها العسال والسقاء ، قال أبو منصور : قوله اشتقاقها من الخوف خطأ والذي أراه الحوف ، بالحاء ، وليس هذا موضعه . وخيف الأمر بينهم : وزع . وخيفت عمور اللثة بين الأسنان : فرقت . والخيفانة : الجرادة إذا صارت فيها خطوط مختلفة [ ص: 191 ] بياض وصفرة ، والجمع خيفان . وقال اللحياني : جراد خيفان اختلفت فيه الألوان والجراد حينئذ أطير ما يكون ، وقيل : الخيفان من الجراد المهازيل الحمر الذي من نتاج عام أول ، وقيل : هي الجراد قبل أن تستوي أجنحته . وناقة خيفانة : سريعة ، شبهت بالجراد لسرعتها ، وكذلك الفرس شبهت بالجرادة لخفتها وضمورها ؛ قال عنترة :


                                                          فغدوت تحمل شكتي خيفانة مرط الجراء لها تميم أتلع



                                                          قال أبو نصر : العرب تشبه الخيل بالخيفان ؛ قال امرؤ القيس :


                                                          وأركب في الروع خيفانة     لها ذنب خلفها مسبطر



                                                          وهذا البيت في الصحاح :


                                                          وأركب في الروع خيفانة     كسا وجهها سعف منتشر



                                                          ويقال : تخيف فلان ألوانا إذا تغير ألوانا ؛ قال الكميت :


                                                          وما تخيف ألوانا مفننة     عن المحاسن من إخلاقه الوطب



                                                          ابن سيده : وربما سميت الأرض المختلفة ألوان الحجارة خيفاء . والخيف : جلد الضرع ، ومنهم من قال : جلد ضرع الناقة ، وقيل : لا يكون خيفا حتى يخلو من اللبن ويسترخي . وناقة خيفاء بينة الخيف : واسعة جلد الضرع ، والجمع خيفاوات ، وخيف الأولى نادرة لأن فعلاوات إنما هي للاسم أو الصفة الغالبة غلبة الاسم كقوله - صلى الله عليه وسلم : ليس في الخضراوات صدقة . وحكى اللحياني : ما كانت الناقة خيفاء ولقد خيفت خيفا . والخيف : وعاء قضيب البعير . وبعير أخيف : واسع جلد الثيل ؛ قال :


                                                          صوى لها ذا كدنة جلذيا أخيف     كانت أمه صفيا



                                                          أي غزيرة . وقد خيف ، بالكسر . والخيف : ما ارتفع عن موضع مجرى السيل ومسيل الماء وانحدر عن غلظ الجبل ، والجمع أخياف ؛ قال قيس بن ذريح :


                                                          فغيقة فالأخياف أخياف ظبية     بها من لبينى مهرف ومرابع



                                                          ومنه قيل : مسجد الخيف بمنى لأنه في خيف الجبل . ابن سيده : وخيف مكة موضع فيها عند منى ، سمي بذلك لانحداره عن الغلظ وارتفاعه عن السيل . وفي الحديث : نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة ، يعني المحصب . ومسجد منى يسمى مسجد الخيف لأنه في سفح جبلها . وفي حديث بدر : مضى في مسيره إليها حتى قطع الخيوف ؛ هي جمع خيف . وأخيف القوم وأخافوا إذا نزلوا الخيف ، خيف منى أو أتوه ؛ قال :


                                                          هل في مخيفتكم من يشتري أدما



                                                          والخيف : جمع خيفة من الخوف . أبو عمرو : الخيفة السكين وهي الرميض . وتخيف ماله : تنقصه وأخذ من أطرافه كتحيفه ؛ حكاه يعقوب وعده في البدل ، والحاء أعلى . والخيفان : حشيش ينبت في الجبل وليس له ورق إنما هو حشيش ، وهو يطول حتى يكون أطول من ذراع صعدا ، وله سنمة صبيغاء بيضاء السفل ؛ جعله كراع فيعالا ؛ قال ابن سيده : وليس بقوي لكثرة زيادة الألف والنون لأنه ليس في الكلام ( خ ف ن ) .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية