الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 568 ] [ ص: 569 ] سورة النمل

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (1) قوله : وكتاب : العامة على جره عطفا على القرآن، وهل المراد نفس القرآن فيكون من عطف بعض الصفات على بعض، والمدلول واحد، أو اللوح المحفوظ أو نفس السورة؟ وقيل: القرآن والكتاب علمان للمنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهما كالعباس وعباس. يعني فتكون أل فيهما للمح الصفة. وهذا خطأ; إذ لو كانا علمين لما وصفا بالنكرة، وقد وصف "قرآن" بها في قوله: "تلك آيات الكتاب وقرآن مبين" في سورة الحجر. ووصف بها "كتاب" كما في هذه الآية الكريمة. والذي يقال: إنه نكرة هنا لإفادة التفخيم، كقوله تعالى: "في مقعد صدق".

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن أبي عبلة "كتاب مبين" برفعهما، عطف على "آيات" المخبر بها عن " تلك " . فإن قيل: كيف صح أن يشار لاثنين، أحدهما مؤنث، والآخر مذكر باسم إشارة المؤنث ولو قلت: "تلك هند وزيد" لم يجز؟ فالجواب من ثلاثة أوجه: أحدهما: أن المراد بالكتاب هو الآيات; لأن الكتاب عبارة عن [ ص: 570 ] آيات مجموعة فلما كانا شيئا واحدا صحت الإشارة إليهما بإشارة الواحد المؤنث. الثاني: أنه على حذف مضاف أي: وآيات كتاب مبين. الثالث: أنه لما ولي المؤنث ما يصح الإشارة به إليه اكتفي به وحسن، ولو أولي المذكر لم يحسن. ألا تراك تقول: "جاءتني هند وزيد" ولو حذفت "هند" أو أخرتها لم يجز تأنيث الفعل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية