الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      23 سورة المؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      (مكية وآياتها مائة وثماني عشرة آية )

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      قد أفلح المؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      سورة المؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      (مكية وهي عند البصريين مائة وتسع عشرة آية ، وعند الكوفيين مائة وثماني عشرة آية )

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون الفلاح : الفوز بالمرام والنجاة من المكروه ، وقيل : البقاء في الخير ، والإفلاح : الدخول في ذلك كالإبشار الذي هو الدخول في البشارة ، وقد يجيء متعديا بمعنى الإدخال فيه وعليه قراءة من قرأ على البناء للمفعول . وكلمة "قد" ههنا لإفادة ثبوت ما كان متوقع الثبوت من قبل لا متوقع الإخبار به ضرورة أن المتوقع من حال المؤمنين ثبوت الفلاح لهم لا الإخبار بذلك ، فالمعنى : قد فازوا بكل خير ونجوا من كل ضير حسبما كان ذلك متوقعا من حالهم ، فإن إيمانهم وما تفرع عليه من أعمالهم الصالحة من دواعي الفلاح بموجب الوعد الكريم خلا أنه إن أريد بالإفلاح حقيقة الدخول في الفلاح الذي لا يتحقق إلا في الآخرة ، فالإخبار به على صيغة الماضي للدلالة على تحققه لا محالة بتنـزيله منـزلة الثابت وإن أريد كونهم بحال تستتبعه البتة فصيغة الماضي في محلها . وقرئ : "أفلحوا" على الإبهام والتفسير ، أو على أكلوني البراغيث . وقرئ "أفلح" بضمة اكتفى بها عن الواو ، كما في قول من قال :


                                                                                                                                                                                                                                      ولو أن الأطبا كان حولي..



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية