الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          [ ص: 173 ]

                          الفروق في الخبر- تقسيمه

                          فصل

                          القول على فروق في الخبر

                          الخبر الذي هو جزء من الجملة والخبر الذي ليس بجزء منها

                          179- أول ما ينبغي أن يعلم منه أنه ينقسم إلى خبر هو جزء من الجملة لا تتم الفائدة دونه، وخبر ليس بجزء من الجملة ولكنه زيادة في خبر آخر سابق له.

                          فالأول خبر المبتدأ كمنطلق في قولك : " زيد منطلق " . والفعل كقولك : " خرج زيد " . فكل واحد من هذين جزء من الجملة وهو الأصل في الفائدة.

                          والثاني هو الحال: كقولك : " جاءني زيد راكبا " . وذاك لأن الحال خبر في الحقيقة من حيث إنك تثبت بها المعنى لذي الحال، كما تثبت بخبر المبتدأ للمبتدأ وبالفعل للفاعل . ألا تراك قد أثبت الركوب في قولك : " جاءني زيد راكبا " لزيد ؟ إلا أن الفرق أنك جئت به لتزيد معنى في إخبارك عنه بالمجيء، وهو أن تجعله بهذه الهيئة في مجيئه، ولم تجرد إثباتك للركوب ولم تباشره به بل ابتدأت فأثبت المجيء ثم وصلت به الركوب، فالتبس به الإثبات على سبيل التبع للمجيء، وبشرط أن يكون في صلته . وأما في الخبر المطلق نحو : " " زيد منطلق " و " خرج عمرو " " فإنك مثبت للمعنى إثباتا جردته له وجعلته يباشره من غير واسطة، ومن غير أن تتسبب بغيره إليه فاعرفه .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية