الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل قال الفراء: الملأ: الرجال في كل [ ص: 292 ] القرآن لا يكون فيهم امرأة ، وكذلك القوم والنفر والرهط . وقال الزجاج: الملأ: هم الوجوه ، وذوو الرأي ، وإنما سموا ملأ ، لأنهم مليؤون بما يحتاج إليه منهم . وفي نبيهم ثلاثة أقوال . أحدها: أنه شمويل ، قاله ابن عباس ، ووهب . والثاني: أنه يوشع بن نون ، قاله قتادة . والثالث: أنه نبي ، يقال: له سمعون بالسين المهملة ، سمته أمه بذلك ، لأنها دعت الله أن يرزقها غلاما ، فسمع دعاؤها فيه ، فسمته ، هذا قول السدي .

                                                                                                                                                                                                                                      وسبب سؤالهم ملكا أن عدوهم غلب عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (نقاتل) قراءة الجمهور بالنون والجزم ، وقرأ ابن أبي عبلة بالياء والرفع ، كناية عن الملك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (هل عسيتم) قراءة الجمهور بفتح السين ، وقرأ نافع بكسرها هاهنا ، وفي سورة "محمد" وهي لغتان .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إن كتب عليكم القتال أي: فرض (ألا تقاتلوا) أي: لعلكم تجبنون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (وقد أخرجنا من ديارنا) يعنون أخرج بعضنا وهم الذين سبوا منهم وقهروا ، فظاهره العموم ، ومعناه الخصوص .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (تولوا) أي: أعرضوا عن الجهاد . (إلا قليلا) وهم الذين عبروا النهر ، وسيأتي ذكرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية