الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 4809 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      32- سورة السجدة

                                                                                                                                                                                                                                      سميت بها، لأن آية السجدة منها، تدل على أن آيات القرآن من العظمة بحيث تخر وجوه الكل، لسماع مواعظها، وتنزه منزلها عن أن يعارض في كلامه. وبشكره على كمال هدايته. وهذا أعظم مقاصد القرآن. أفاده المهايمي. وهي مكية، وآيها ثلاثون.

                                                                                                                                                                                                                                      روى البخاري في (كتاب الجمعة) عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر، يوم الجمعة الم تنـزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان.

                                                                                                                                                                                                                                      ورواه مسلم أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                      وروى الإمام أحمد عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الم تنـزيل السجدة، وتبارك الذي بيده الملك.

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن كثير : تفرد به أحمد رحمه الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 4810 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [1 - 3] الم تنـزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون

                                                                                                                                                                                                                                      الم تقدم أن هذه الفواتح أسماء للسور: تنـزيل الكتاب لا ريب فيه أي: في كونه منزلا: من رب العالمين أم يقولون افتراه أي: اختلقه من تلقاء نفسه: بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون أي: يتبعون الحق.

                                                                                                                                                                                                                                      وذلك أن قريشا لم يبعث إليهم رسول قبله صلى الله عليه وسلم، فلطف تعالى بهم وبعث فيهم رسولا منهم صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية