الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 242 ] [ تفسير ابن هشام لمفردات سورة الضحى ]

قال ابن هشام : سجى : سكن . قال أمية بن أبي الصلت الثقفي :

:


إذ أتى موهنا وقد نام صحبي وسجا الليل بالظلام البهيم

وهذا البيت في قصيدة له ، ويقال للعين إذا سكن طرفها : ساجية ، وسجا طرفها : قال جرير ( بن الخطفى ) :

:


ولقد رمينك حين رحن بأعين     يقتلن من خلل الستور سواجي

وهذا البيت في قصيدة له . والعائل : الفقير . قال أبو خراش الهذلي :

:


إلى بيته يأوي الضريك إذا شتا     ومستنبح بالي الدريسين عائل

وجمعه : عالة وعيل . وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله ، والعائل ( أيضا ) : الذي يعول العيال . والعائل ( أيضا ) : الخائف . وفي كتاب الله تعالى : ذلك أدنى ألا تعولوا وقال أبو طالب :

:


بميزان قسط لا يخس شعيرة     له شاهد من نفسه غير عائل

وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها إن شاء الله في موضعها . والعائل ( أيضا ) : الشيء المثقل المعي . يقول الرجل : قد عالني هذا الأمر : أي أثقلني وأعياني قال الفرزدق :

:


[ ص: 243 ] ترى الغر الجحاجح من قريش     إذا ما الأمر في الحدثان عالا

وهذا البيت في قصيدة له .

فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر أي لا تكن جبارا ولا متكبرا ، ولا فحاشا فظا على الضعفاء من عباد الله . وأما بنعمة ربك فحدث أي بما جاءك من الله من نعمته وكرامته من النبوة فحدث ، أي اذكرها وادع إليها ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوة سرا إلى من يطمئن إليه من أهله .

التالي السابق


الخدمات العلمية