الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ذبل ]

                                                          ذبل : ذبل : النبات والغصن والإنسان يذبل ذبلا وذبولا : دق بعد الري ، فهو ذابل ، أي : ذوى ، وكذلك ذبل ، بالضم . وقنا ذابل : دقيق لاصق الليط ، والجمع ذبل وذبل . ويقال : ذبل فوه يذبل ذبولا وذب ذبوبا ؛ إذا جف ويبس ريقه وأذبله الحر .

                                                          والتذبل : من مشي النساء إذا مشت المرأة مشية الرجال وكانت دقيقة . ويقال : ذبل ذبيل ، أي : ثكل ثاكل ؛ ومنه سميت المرأة ذبلة . وما له ذبل ذبله ، أي : أصله ، وهو من ذبول الشيء ، أي : ذبل جسمه ولحمه ، وقيل : معناه بطل نكاحه ؛ قال كثير بن الغريرة :


                                                          طعان الكماة وركض الجياد وقول الحواضن ذبلا ذبيلا



                                                          قال ابن بري : الذبيل العجب ؛ قال بشامة بن الغدير النهشلي :


                                                          طعان الكماة وضرب الجياد     وقول الحواضن ذبلا ذبيلا



                                                          وفي حديث عمرو بن مسعود : قال لمعاوية وقد كبر : ما تسأل عمن ذبلت بشرته ، أي قل ماء جلده وذهبت نضارته . ويقال : ذبلتهم ذبيلة ، أي هلكوا .

                                                          ابن الأعرابي : الذبال النقابات ، وكذلك الدبال بالذال والدال ، قال : وذبلته ذبول ودبلته دبول ، قال : والذبل الثكل ؛ قال أبو منصور : فهما لغتان .

                                                          وذبل الفرس : ضمر ؛ ومنه قول امرئ القيس :


                                                          على الذبل جياش كأن اهتزامه     إذا جاش فيه حميه غلي مرجل



                                                          والذبلة : الريح المذبلة ؛ قال ذو الرمة :


                                                          ديار محتها بعدنا كل ذبلة     دروج وأخرى تهذب الماء ساجر



                                                          والذبالة : الفتيلة التي تسرج ، والجمع ذبال ، وأنشد سيبويه :


                                                          بتنا بتدورة تضيء وجوهنا     دسم السليط يضيء فوق ذبال



                                                          التهذيب : يقال للفتيلة التي يصبح بها السراج ذبالة وذبالة ، وجمعها ذبال وذبال ؛ قال امرؤ القيس :


                                                          كمصباح زيت في قناديل ذبال

                                                          قال : وهو الذبال الذي يوضع في مشكاة الزجاجة التي يستصبح بها . والذبل : ظهر السلحفاة ، وفي المحكم : جلد السلحفاة البرية ، وقيل : البحرية ، يجعل منه الأمشاط ويجعل منه المسك أيضا ، وقيل : الذبل عظام ظهر دابة من دواب البحر تتخذ النساء منه أسورة ؛ قال جرير يصف امرأة راعية :


                                                          ترى العبس الحولي جونا بكوعها     لها مسكا من غير عاج ولا ذبل



                                                          ويروى : جونا بسوقها ؛ وأنشد ثعلب :


                                                          تقول ذات الذبلات جيهل



                                                          فجمع الذبل بالألف والتاء ، ورواه ابن الأعرابي ذات الربلات ، وقال ابن شميل : الذبل القرون يسوى منه المسك . الجوهري : والذبل شيء كالعاج وهو ظهر السلحفاة البرية يتخذ منه السوار .

                                                          والذبل : جبل ؛ حكاه أبو حنيفة ؛ وأنشد لشاعر :


                                                          عقيلة إجل تنتمي طرفاتها     إلى مؤنق من جنبة الدبل راهن



                                                          ويذبل : اسم جبل بعينه في بلاد نجد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية